عاشت مدرسة علال بن عبد الله بحي العكاري بالرباط، على وتيرة إيقاعات الطبيعة، متميزة بذلك عن غيرها من المدارس من خلال خلق نوع من التعايش بين الحيوانات والنباتات. وجعلت هذه المدرسة الرائدة من خلال الجمع في فضائها بين مختلف النباتات والفصائل الحيوانية، من ساحتها البالغة 2500 متر مربع فضاء بيداغوجيا، وفصلا حقيقا في الهواء الطلق، يتعرف الأطفال على من خلاله على حياة الحيوان، وأساسيات علم الأحياء والفلاحة ومناخ البلاد وكذا التغذية. وتعد هذه المدرسة الأولى من نوعها التي جعلت من هذا المشروع أمرا عمليا، حيث تم تحسيس الأطفال بمسؤولية الحياة اليومية من خلال إطعام الحيوانات، وحرث الأرض ، وزراعة الخضر والنباتات وسقيها والعناية بها. ومن خلال هذه الأنشطة، تم تحسيس هؤلاء الأطفال -أصدقاء البيئة بأهمية التغذية الصحية والطبيعية وضرورة الحفاظ على البيئة. وأكد رئيس جمعية حماية الطفولة والتضامن السيد نور الدين رمضاني، محدث المشروع، أن هذا الأسلوب للتلقين يسعى، بالأساس ، إلى جعل الاطفال يلمسون ثمار جهودهم بشكل أكثر عملية. ووسط عالم النباتات، تم وضع نظام لإعادة الاستفادة من المياه المستعملة في المدرسة لسقي هذا الفضاء، وتحسيس الأطفال بأهمية الاقتصاد في استعمال الماء. وأوضحت الأستاذة نور الهدى، أنه مقارنة مع المؤسسات التعليمية الأخرى، استطاعت مدرسة علال بن عبد الله أن تحقق الكثير في مجال التحسيس بقضايا البيئة ولم تكتف فقط بالجانب النظري لهذه العملية. وأوضح السيد رمضاني أن المدرسة، التي يعود تاريخها لسنة 1914، كانت في حالة سيئة إذ كانت ممتلئة بالنباتات الضارة التي يحيط بها الثعابين والعقارب والجرذان. وأبرز السيد رمضاني، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذا المشروع - الرائد يتطلع إلى ترسيخ قيم احترام البيئة لدى الأطفال، وتحسيسهم بالدور الذي تقوم به الحدائق والحيوانات في تربية بعض الأطفال الذين يميلون إلى العنف. وداخل المدرسة، تمت تهيئة فضاءات لتربية حيوانات مختلفة كالجدي والدجاج والسلاحف والعصافير، حيث يستمتع الأطفال بإطعامها والاعتناء بها. وأوضح الطبيب النفساني عزيز المسعودي أن الحيوان الذي يقوم بدور مهم في عالم الطفل يستخدم لأهداف علاجية وتربوية. فالطفل المعاق الذي يتفاعل مع الحيوان يتطور حركيا ونفسانيا بشكل سريع، مضيفا أن وجود الحيوانات بالمدرسة يشكل عاملا لتحفيز الأطفال وتعلمهم بسرعة. وأشارت الأستاذة نور الهدى،من جهتها، أن تربية الحيوانات تساهم في تحسين سلوك الأطفال العدوانيين كما أن دراستهم لفصائل الحيوانات تجعلهم يكتسبون مصطلحات جديدة في البيولوجيا والجغرافيا. وتشكل هذه المبادرة الطموحة نموذجا يحتدى به لأنها تنمي لدى الطفل حب الطبيعة والرغبة في التعلم.