شكل موضوع "الماء والبيئة" محور لقاء تواصلي نظم، أمس الخميس، بالرشيدية من قبل المكتب الوطني للماء الصالح للشرب بمناسبة تخليد الذكرى ال40 ليوم الأرض. وأبرز عامل إقليمالرشيدية السيد عبد الله عميمي في تدخل له خلال هذا اللقاء ، الدور الرائد للمعرفة والخبرة في الحفاظ على الماء ومن تم المحافظة على البيئة. وقال السيد عميمي إنه "بدون علماء وعلوم وبدون مياه، فان الحياة على وجه البسيطة تكون مستحيلة، ومن هذا المنطلق تأتي أهمية تكثيف الجهود للعمل دوما لفائدة بيئتنا"، مضيفا أن صاحب الجلالة الملك محمد السادس وضع ميثاق البيئة والتنمية المستدامة كخارطة طريق في هذا الاتجاه. ولدى تدخله خلال هذا اللقاء، قدم السيد محمد مخلص، القائد الإقليمي ورئيس المصلحة الإقليمية للمياه والغابات، لمحة حول المنطاق التي تتميز بالتنوع البيئي والممتدة على مساحة تسعة ملايين هكتار، أي ما يمثل 6 ر12 في المائة من التراب الوطني. وأضاف أن نحو 60 في المائة من المحميات الطبيعية تتواجد بمناطق جبلية، داخل غابات غنية من حيث التنوع البيولوجي ، كالثديات بواقع 106 نوع والطيور ب 326 نوع. وأوضح المسؤول الغابوي أنه على الرغم من ذلك، فإن هذه المناطق تعاني من للتدهور بسبب العديد من العوامل، من بينها الضغط الحيواني وهشاشة الأنظمة البيئية والتغيرات المناخية، خاصة ضعف التساقطات والهشاشة الاجتماعية وتراجع الأنظمة القديمة للاستغلال. وأثار السيد مخلص الانتباه في هذا الصدد إلى أن 95 في المائة من الفضاءات تعاني من الضعف بفعل التعرية الناتجة عن الرياح والمياه ، مبرزا أن هناك أرقاما مقلقة على المستوى الدولي تشير إلى أن الحرارة المتوسطة على الصعيد العالمي سترتفع من إثنين إلى خمس درجات خلال 2100، في حين ستنخفض التساقطات خلال السنة ذاتها من خمسة إلى 50 في المائة. وسلط الضوء في هذا السياق، على عدد من المشاريع من الجيل الجديد ترتكز على مقاربة تشاركية تتمحور حول الشق الاقتصادي (الأراضي الفلاحية والغابات والتنوع البيئي والمسالك والموارد المائية والموارد الطاقية). ويرتبط نجاح هذه المشاريع -حسب رأيه- بإرساء حكامة محلية جيدة ترتكز على أربع دعائم تتمثل في تحسين الشراكات بهدف ضمان تدبير مستدام للموارد الطبيعية وتعزيز البنى التحتية الأساسية وتعزيز قدرات الموارد البشرية وتشجيع الأنشطة المدرة للمداخيل. وتم في ختام هذا اللقاء التواصلي تسليم جوائز للأطفال الفائزين بالعديد من المسابقات والمنافسات.