انتخاب محجبة من أصل مغربي يسلط الأضواء على بلدة إيطالية صغيرة,حيث حظيت الجلسة الافتتاحية للمجلس البلدي لبلدة "روفيريطو" ،التابعة لإقليم "ترينتو" بشمال إيطاليا، الماضي بتغطية إعلامية واسعة ركزت في معظمها على تواجد المستشارة المسلمة المحجبة ذات الأصول المغربية "عائشة مسرار" 41سنة. فبعد مرور أكثر من أسبوعين عن الانتخابات المحلية التي عرفتها "روفيريطو"(30 ماي) لتجديد مجلسها البلدي ومع اقتراب موعد الجلسة الافتتاحية أثارت وسائل الإعلام المحلية مسألة حمل المستشارة "عائشة مسرار" للحجاب أو غطاء الرأس -حسب الصحافة الإيطالية- والعمل على إثارة مجموعة من التساؤلات التي تصب كلها في مدى ملائمة الحجاب لحضور الجلسات الرسمية.وقد حرصت "مسرار" منذ البداية على التأكيد أن حجابها ليس موضوعا للنقاش ف"الحجاب مثله مثل الصلاة " تقول المستشارة ذات الأصول المغربية في تصريحها لوكالة الأنباء الرسمية "أنسا" وان تقييمها يجب أن يكون على أساس ما ستقدمه للساكنة خصوصا الجانب الاجتماعي منه الذي تشتغل فيه منذ سنوات عديدة بحيث سبق لها أن ترأست أحد أكبر الجمعيات بالبلدة والتي تضم في أغلبيتها إيطاليين كما أنها –عائشة مسرار- في كل مرة كانت تستقبل الصحفيين في بيتها مع الحرص على التقاليد المغربية في الترحيب بالضيف بفرش الزرابي وتقديم الشاي ، وهكذا علق أحد الصحفيين المحليين على ذلك بأن اختلافها لا يشكل عقدة لديها بل تحاول إبرازه وهذا عكس العديد من الساسة أصحاب الأصول الأجنبية الذين يحرصون على ترك الإنطباع على أنهم إيطاليون أكثر من الإيطاليين أنفسهم.وقد حاول أحد المستشارين التابعين لعصبة الشمال استفزاز"مسرار" زميلته في المجلس من خلال تصريحه بأنه سيتكلم باللهجة المحلية فقط ظنا منه أنها لا تجيد فهم هذه الأخيرة ، إلا أن اكتشافه لإجادتها التحدث بالعديد من اللغات بما فيها الإيطالية وكذا اللهجة المحلية جعله يوم افتتاح المجلس يتقدم نحوها ليهنئها على الثقة التي وضعها فيها الناخبون.وتتردد العديد من الهيئات السياسية بإيطاليا في وضع الأسماء الأجنبية بلوائحها الانتخابية خشية أن يفقدها ذلك أصوات الناخبين إلا أن مع "عائشة مسرار" حدث عكس ذلك بل أنها تعد المرشح الثاني من حيث عدد الأصوات التي نالتها ،بحكم ان القانون الانتخابي الإيطالي يعطي الفرصة للتصويت مباشرة على أي عضو في اللائحة من غير التصويت على اللائحة ككل.وقد عرفت مسرار المزدادة بمدينة الدارالبيضاء والتي هاجرت إلى إيطاليا في سنة 1991من أجل الدراسة -عُرفت- بكفاءتها وجديتها في معالجة مختلف القضايا التي اشتغلت عليها خصوصا مع المؤسسات الرسمية بحكم تسييرها لتعاونية مختصة في قضايا الاندماج الثقافي.وتعد بلدة "روفيريطو"ثاني تجمع سكني بإقليم "ترينتو" يتمتع بالحكم الذاتي في تسيير شؤونه، بحيث يبلغ عدد سكانه ب 37549 نسمة ، 4424 منهم أجنبي و359 مغربي فقط يسكن بهذه البلدة. ولايحق للأجانب حسب القوانين الانتخابية المشاركة في الحياة الانتخابية إذا لم يحصلوا على الجنسية الإيطالية.وعكس الأقاليم الشمالية الإيطالية الأخرى التي سيطرت الأحزاب اليمينية على تسييرها وخاصة حزب "رابطة الشمال" الذي يطالب باستقلال هذه الأقاليم فإن إقليمي "ترينتو" الذي يضم "روفيريطو" و"بولزانو"( الذي يضم الأقلية الألمانية بإيطاليا) الواقعين في أقصى الشمال الشرقي الإيطالي والذي ينص الدستور الإيطالي على استقلالهما الذاتي يبقيان خارج سيطرة هذا الحزب...على الأقل في الوقت الراهن لأن مجلس "روفيريطو" بعد أن كان لا يضم في عضويته أي مستشار من هذا الحزب أصبح الآن يضم مستشارين من حزب "لا ليغا".