هذه أكبر نساء أوروبا عمرا - 104 سنوات! ولا تزال تتحرك وتأكل وتشرب وتنام بانتظام ولها رأى في زمانها وزماننا. عندما بلغت الثالثة من عمرها بدأت حرب التحرير الثانية في جنوب أفريقيا بين بريطانيا والهولنديين المتجنسين. وفى الحرب الثالثة أحيلت إلى المعاش في سن الخامسة والسبعين. تزوجت عن حب طويل.. وتفسير الحب الطويل بأنه التسامح الطويل. فليس من الضروري أن تتمسك برأيك دواما. إنها تنازلت عن رأيها كثيرا. رغم خطأ الزوج، ولكنها تريد أن تعيش. وفى أعماقها رغبة قوية في الحياة وإرادة أقوى لتحقيق ذلك. كلما ذهبت إلى الطبيب تقول له: مهما أجريت لي من علميات جراحية فلن تسمع مني كلمة: آه..لأنها من مظاهر الضعف، وأنا ضد الضعف الإنساني، فالله قد خلقنا لكي نموت في النهاية ولم يحدد لنا متى نموت وإنما ترك ذلك لإرادة الحياة عندنا. ولها أحفاد وأحفاد الأحفاد. وتعرف أسماءهم جميعا. وإن كانت في السنوات الأخيرة قد بدأت تنسي الأسماء وتتذكر الوجوه. تقول للحفيد: ميمي، فيقول لها: أنا توتو.. وإذا قالت: وأنت توتو، فيقول بل أنا ميمي! أما طعامها فقليل.. ومن رأيها مَن قصر طعامه طال عمره. أي اجعل جلوسك إلى المائدة قصيرا يطُل عمرك.. وأما نومها فهو منتظم وقد آتاها الله العمر الكبير فلا تكاد تضع رأسها بين كفيها حتى تنام. أو لا يكاد رأسها يلامس المخدة حتى يكون إيذانا بنوم طويل. وتنصح أحفاد أحفادها بأن يتعلموا كيف ينامون أما اليقظة فليست في حاجة إلى ذلك. إن صوت كلب أو قطة يكفي لكي يقفز الإنسان من سريره يلعن الكلب والقط.. سألوها عن الهموم. قالت أخلعها كملابس قبل النوم. وارتدي للنوم ملابس أوسع وأخف. فالنوم لا يجئ للملابس العادية أو الملابس الخانقة. تقول السيدة فلوري بالدورين: إن الزواج يطيل العمر. ومن المؤكد أنها تقصد زواجها الذي لم يدم إلا عشر سنوات بعدها اختار الموت زوجها إلى جواره.. فشرط الزواج الطويل أن ينام الرجل والمرأة وبينهما عزرائيل الذي يتعجل نهاية هذا الرباط المقدس!