ظهر الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة أمام كاميرات التلفزيون الحكومي الجزائري، مساء أول من أمس، في لقاء «حميمي»، بحسب وصف رسمي، مع لاعب كرة القدم المشهور زين الدين زيدان. وكان برفقة بوتفليقة شقيقاه، السعيد ومصطفى، في بادرة وُصفت بأنها رد فعل على إشاعات كثيرة تم تداولها الأسبوع الماضي في شأن «تدهور صحة» الرئيس أو وفاة شقيقه مصطفى. وعاش الشارع الجزائري على مدار أسبوع كامل على وقع إشاعات عن «تدهور خطير في صحة الرئيس»، وأخرى زعمت «وفاته» فيما تطرقت إشاعات أخرى إلى صحة شقيقه مصطفى بوتفليقة. ولذلك فقد تم تفسير اللقاء «الحميمي» الذي خص به رئيس الجمهورية أسطورة كرة القدم الفرنسي، زين الدين زيدان، المتحدر من أصول جزائرية، في قصر «جنان المفتي» في العاصمة، بأنه بمثابة رد ينفي كل هذه الإشاعات. ونقل التلفزيون الحكومي صور الرئيس بوتفليقة، برفقة شقيقيه السعيد ومصطفى، يستقبلون زيدان وأفراداً من عائلته. وتعمّدت الرئاسة في بيان نقلته وكالة الأنباء الجزائرية، ذكر اسمي شقيقي الرئيس، على غير العادة، أنهما كانا حاضرين خلال مراسم الاستقبال «الحميمية والعائلية». وأوضحت مصادر حكومية ل «الحياة»، أمس، أن رئيس الجمهورية بلغته تلك الأصداء من طريق شقيقه الأصغر، السعيد، ما جعله يستغل فرصة وجود زيدان في الجزائر لإظهار «العائلة مجتمعة في حميمية مطلقة». وجاء في بيان الوكالة الرسمية: «استقبل رئيس الجمهورية السيد عبدالعزيز بوتفليقة الأربعاء في الجزائر العاصمة اللاعب الدولي السابق للمنتخب الفرنسي لكرة القدم ذا الأصول الجزائرية زين الدين زيدان. وقد حضر هذا اللقاء الحميمي والد زين الدين زيدان وأخوا رئيس الجمهورية السيدان سعيد ومصطفى». وزين الدين زيدان موجود منذ الإثنين الماضي في الجزائر حيث شارك في الدورة الدولية للصداقة لكرة القدم داخل القاعة. وعقب اللقاء، خرج الرئيس الجزائري ليقابل بعض الصحافيين، على رغم أن من عادته «تجنب» التصريحات لوسائل الإعلام الجزائرية والدولية خلال مراسم الاستقبال التي يقيمها. وأبرز بوتفليقة «الطابع العائلي» للقاء الذي جمعه باللاعب الدولي السابق للمنتخب الفرنسي، وأكد أن الأمر يتعلق «بزيارة عائلية»، قبل أن يلتفت إلى شقيقيه ويعرّفهما «متعمداً» إلى الصحافة التي حضرت، قائلاً: «أقدم لكم شقيقي مصطفى كما أقدم لكم شقيقي السعيد». وأكثر ما يزعج الرئيس الجزائري هو تداول وضعه الصحي في وسائل الإعلام أو سؤاله عنه من حين إلى آخر، لا سيما في ظل غياب ناطق رسمي باسم الحكومة أو الرئاسة يرد على الإشاعات التي تطاوله. ومعلوم أن بوتفليقة خضع إلى فترة علاج في خريف 2005 في مستشفى فال دوغراس العسكري في باريس، ومنذ ذلك التاريخ تطرح من فترة لأخرى أنباء عن تدهور صحته، في حين كان هو شخصياً نفى قبل سنوات لصحيفة فرنسية أن يكون يعاني أمراضاً، قائلاً: «كنت مريضاً والحمد لله شُفيت فلا تعودوا إلى هذا الملف». ويُعتقد أن بوتفليقة قد يقوم قريباً بزيارات عمل ميدانية لولايات داخلية. وأفيد أن ولاية وهران (400 كلم غرب العاصمة) قد تعرف أولى الزيارات الميدانية خلال شهر نيسان (أبريل) المقبل لتدشين ندوة عالمية للغاز الطبيعي في الشهر نفسه. كما سيعقد الرئيس، الأسبوع المقبل على الأرجح، اجتماعاً لمجلس الوزراء يتضمن مشاريع عدة تخص «تعديلات» طلبها على قانون جديد للتقسيم الإداري (الولايات).