عاد الهدوء صباح اليوم السبت الى وسط العاصمة التونسية غداة مواجهات عنيفة بين شرطة مكافحة الشغب ومئات المتظاهرين الذين تم إخلاؤهم بحزم من ساحة الحكومة بالقصبة. واغلقت الساحة التي ظلت لخمسة ايام متتالية مركز احتجاج على حكومة محمد الغنوشي، تماما السبت من قبل الجيش بعد ان تم بعد ظهر الجمعة اخلاء المتظاهرين الذين كانوا يطالبون باستقالة رئيس الوزراء. ولم يلاحظ اي توتر في شوارع وازقة المدينة القديمة المجاورة التي سادها على العكس شعور بالارتياح كما بدا. وقال حسين وهو والد بنت عمرها تسع سنوات كان يقف عند مدرسة في الجوار "فتحت المدارس ابوابها مجددا وهذا مهم". واضاف بشأن التعديل الوزاري الذي اعلن مساء الخميس تحت ضغط الشارع "الان لدينا تكنوقراط اكفاء لتنظيم انتخابات". وقال تاجر تمكن اخيرا من فتح متجره منذ الصباح الباكر السبت "لقد مللنا" الاضطرابات. وبدا شعور التململ واضحا مساء الجمعة في وسط العاصمة حيث شاهد مراسلو وكالة، فرانس برس، تجارا يساعدون شرطيين في ملاحقة متظاهرين في الشوارع المتفرعة من شارع الحبيب بورقيبة الرئيسي. وقال نزار الذي يسكن وسط العاصمة وشارك مع قوات الامن في مطاردة متظاهرين "لا نريدهم هنا. انهم لا ياتون للتظاهر بل للتكسير. واذا لم تفتح المتاجر ابوابها، كيف سنعيش?". واضافت الطالبة غاية (20 عاما) مبتسمة وهي تقف في طابور متجر ملابس في اول ايام التخفيضات الشتوية في شارع بورقيبة غداة المواجهات العنيفة "حتى اذا لم ينته الامر تماما فاننا نشعر انها نهاية حركة" الاحتجاجات. واصيب نحو 15 شخصا بجروح الجمعة في في صدامات مع الشرطة لدى اخلائها ساحة الحكومة ثم في شارع الحبيب بورقيبة، بحسب مصادر متطابقة.