أكد سفير الأرجنتين بالرباط، خوسي بيدرو بيكو، أن المغرب بإمكانه أن يشكل بوابة رئيسية للأرجنتين نحو أسواق منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط "مينا ". وأوضح بيدرو بيكو في حديث لوكالة المغرب العربي الأنباء، بمناسبة الذكرى الخمسين للعلاقات الدبلوماسية المغربية -الأرجنتينية، والذكرى المائوية الثانية لتأسيس جمهورية الأرجنتين، أن بلاده يمكن أن تستفيد من اتفاقيات التبادل الحر التي وقعها المغرب مع عدد من الدول من بينها الولاياتالمتحدة وتركيا والأردن ومصر وتونس، وكذا من الوضع المتقدم الذي منحه الاتحاد الأوروبي للمملكة، من أجل الولوج إلى أسواق منطقة "مينا". وأشاد السفير الأرجنتيني بعلاقات الصداقة والتعاون " المتميزة" التي تجمع الرباط وبوينوس آيرس على جميع الأصعدة، مشيرا إلى أن هذه العلاقات بلغت مع توالي السنوات "مستوى أكثر متانة". وأضاف في هذا الصدد، أن الزيارة التي قام بها الملك محمد السادس إلى بلاده سنة 2004 أعطت "دينامية" جديدة للعلاقات الثنائية كما يعكس ذلك حجم المبادلات التجارية التي مافتئت تشهد نموا مضطردا. وأبرز الدبلوماسي الأرجنتيني أن حجم المبادلات التجارية بين البلدين ارتفع إلى 800 مليون دولار سنة 2008 رغم البعد الجغرافي، موضحا أن حجم هذه المبادلات حقق خلال الثمانية أشهر الأولى ما يقارب 350 مليون أورو. وسجل أن المغرب يعتبر المزود الأول للأرجنتين من بين الدول العربية، في حين، تحتل الأرجنتين المركز 14 من بين المصدرين للمملكة. ويصدر المغرب، بالأساس، إلى الأرجنتين الفوسفاط ومشتقاته، والمواد النباتية والحيوانية، ومنتوجات النسيج، في حين يستورد منها المواد الطاقية والغذائية الفلاحية، إضافة إلى بعض الآلات والتجهيزات المتنوعة. ودعا الدبلوماسي الأرجنتيني في هذا الصدد، إلى انخراط أكبر للقطاع الخاص من أجل تفعيل اللقاءات بين المستثمرين في البلدين، في إطار مجلس الأعمال المغربي الأرجنتيني وبغية تعزيز وتنويع المبادلات التجارية بين البلدين. وقال السفر الأرجنتيني "إننا نعمل بشكل مكثف من أجل توفير الشروط الضرورية لإرساء أسس شراكة نموذجية بين البدين"، وأكد أن الإطار القانوني من أجل استكشاف فرص الاستثمار قد تم إعداده، معلنا في هذا الاطار عن زيارة مرتقبة لوفد من رجال الأعمال الأرجنتينيين لمدينة الدارالبيضاء للاضطلاع على ما تقدمه المملكة من فرص واعدة للاستثمار. كما ذكر بتأسيس مجموعة الصداقة المغربية الأرجنتينية، التي ستوكل إليها مهمة المساهمة في مجهودات تمتين العلاقات بين البلدين. ومن جهة أخرى، أشاد الدبلوماسي الأرجنتيني بالإصلاحات التي أطلقتها المملكة وبالمشاريع المنجزة وتلك التي توجد قيد الانجاز لاسيما في المجال الاجتماعي ومجال النهوض بحقوق الإنسان بشكل عام ووضعية المرأة بشكل خاص. وبخصوص ملف الصحراء، جدد السفير الأرجنتيني التعبير عن دعم بلاده لجهود الأممالمتحدة من أجل إيجاد حل نهائي لهذا النزاع الذي طال أمده، والذي يتعين أن يجد طريقه إلى الحل من خلال الحوار. وفي هذا الصدد ،وصف سفير الأرجنتين المقترح المغربي الرامي إلى منح الأقاليم الجنوبية حكما ذاتيا موسعا ب"المبادرة الهامة" . كما أشاد بالتعاون الوثيق القائم بين الرباط و بوينس أيريس على مستوى المنظمات الدولية.