استطاعت مصالح أمن العاصمة أن تضع حدا لنشاط شبكة اختصت في تزوير تأشيرات شنغن. وقد اكتشفت خيوط القضية عندما تم القبض على مسافر كان يستعد للسفر إلى أوروبا عبر مطار هواري بومدين بالعاصمة، وبحوزته تأشيرة مزورة كشفها جهاز الأشعة فوق البنفسجية. توقيف المشتبه به الأول فتح الطريق لوضع حد لنشاط العصابة، حيث تم تكليف عناصر المقاطعة الشرقية للشرطة القضائية، التابعة للمصلحة الولائية للشرطة القضائية لأمن العاصمة، حسب ما علم لدى مصالح خلية الاتصال والإعلام لأمن العاصمة، بمواصلة التحقيق. وبعد استغلال المعلومات الأولية، تم توقيف ثلاثة أشخاص آخرين، أحدهم خبير في الإعلام الآلي، كان يتولى الجانب اللوجيستيكي لعملية تزوير التأشيرات لعدد من دول فضاء ''شنغن''. وحسب ما كشف عنه التحقيق، فإن عناصر العصابة كانوا يترصدون الراغبين في الحصول على التأشيرة بالقرب من مختلف القنصليات الأوروبية المعنية، وكانوا في كل مرة يستهدفون شبابا حلمهم الوحيد الالتحاق بأوروبا مهما كان الثمن، كما كانوا يستهدفون الأشخاص الذين تقدموا بعشرات طلبات الحصول على التأشيرة، غير أن طلباتهم قوبلت كلها بالرفض، ما سهل إقناعهم بتسديد مبالغ مالية معتبرة لتحقيق حلهم في الهجرة لإحدى الدول الأوروبية. وإن لم تكشف مصادرنا القيمة المالية التي كان يدفعها هؤلاء مقابل حصولهم على التأشيرات المزورة، ولا عدد التأشيرات التي تم تزويرها، إلا أن قضايا سابقة كشفت أن تأشيرات شنغن المزورة كانت تباع مقابل مبالغ مالية تتراوح بين 20 و30 مليون سنتيم. وكشفت التحقيقات أن أفراد العصابة كانوا يستعملون وسائل تكنولوجية متطورة في عملية تزوير التأشيرات، وهي الوثائق التي تحتاج إلى دقة كبيرة، غير أنه مهما كان إتقان عملية التزوير، إلا أنه يسهل اكتشافها بفضل جهاز الأشعة فوق البنفسجية، حيث تتم مراقبة التأشيرات على مستوى المطارات والموانئ من قبل شرطة الحدود، ما يجعل محاولة مغادرة التراب الوطني بالاستعانة بتأشيرات مزورة ضرا من الجنون، وهو ما يفسر قلة الشبكات التي تحاول تزوير التأشيرات الأجنبية، خاصة تأشيرات الدول الأوروبية وتأشيرة الولاياتالمتحدة.