"الشرق الاوسط" القاهرة: خالد محمود صعدت السلطات الليبية من حدة موقفها الرسمي تجاه صحيفة «أويا» التابعة لشركة «الغد» للخدمات الإعلامية المقربة من سيف الإسلام النجل الثاني للزعيم الليبي العقيد معمر القذافي، واعتقلت مساء أول من أمس 7 صحافيين من العاملين فيها. وقال سليمان دوغة رئيس شركة «الغد» للخدمات الإعلامية ل«الشرق الأوسط» إنه جرى اعتقال الصحافيين السبعة ومن بينهم ثلاث نساء مساء الجمعة وإنهم ما زالوا قيد التحقيق، مشيرا إلى أن ثمة مخاوف من احتمال إقدام السلطات على إغلاق مكتب وكالة «ليبيا برس» في العاصمة الليبية طرابلس. ولمح إلى معلومات حول اعتزام الحكومة الليبية اتخاذ عدد من الإجراءات العقابية بحق بعض وسائل الإعلام العربية والأجنبية المعتمدة في طرابلس، خاصة قناة «الجزيرة» ووكالة الصحافة الفرنسية. وأوضح دوغة أن الاتصالات التي جرت مع السلطات المعنية في الحكومة الليبية للوقوف على مبررات اعتقال الصحافيين كلها باءت بالفشل، مشيرا إلى أن جانبا كبيرا من التحقيقات يدور حول موقف صحيفة «أويا» من أحمد إبراهيم أحد أبرز المسؤولين الليبيين المقربين من العقيد القذافي. وعلمت «الشرق الأوسط» أن الدكتور البغدادي المحمودي رئيس الحكومة الليبية قد عقد أول من أمس، في العاصمة طرابلس، اجتماعا مغلقا ضم كبار المسؤولين عن وسائل الإعلام وجهازي المخابرات الخارجية والأمن الداخلي تقرر على أثره اتخاذ سلسلة من التدابير العقابية ضد شركة «الغد» للخدمات الإعلامية والصحف الصادرة عنها. وتأتي هذه الإجراءات بعدما أوقفت الحكومة الليبية قبل يومين الطبعة الأسبوعية من صحيفة «أويا» التي دعت بشكل مفاجئ مؤخرا العقيد معمر القذافي إلى الاستعانة مجددا بخدمات الرائد عبد السلام جلود عضو مجلس القيادة التاريخية للثورة الليبية وتعيينه رئيسا للحكومة في ليبيا لمواجهة ما وصفته بالمؤامرة على سلطة الشعب وانتشار الفساد والمحسوبية. وتمنت الصحيفة استدعاء جلود لتولي دفة أمانة اللجنة الشعبية العامة (الحكومة)، نظرا لخبرته ودرايته الطويلة في الإشراف على مؤسسات الدولة، وأن توكل أمانة مؤتمر الشعب العام (البرلمان) للواء مصطفى الخروبي، وتكليف اللواء الخويلدي الحميدي بالإشراف على المؤسسات الأمنية، وأن يتولى الفريق أبو بكر يونس جابر مهام اللجنة الدائمة للدفاع (وزارة الدفاع). وتعتبر هذه هي المرة الأولى التي تطالب فيها صحيفة ليبية شبه رسمية بإعادة منح جلود الذي كان حتى مطلع التسعينات بمثابة الرجل الثاني في ليبيا قبل إبعاده عن جميع مناصبه وتجريده من كافة صلاحياته، منصبا رسميا في الدولة الليبية. ويرجع تاريخ آخر ظهور علني لجلود إلى منتصف عام 1997 خلف السرير الطبي الذي رقد عليه العقيد القذافي بعدما تعرض إلى كسر مفاجئ في الركبة خلال تأديته لأحد التمارين الرياضية الصباحية. في المقابل نفى مسؤول ليبي رفيع المستوى ل«الشرق الأوسط» أي احتمال لتعيين الرائد عبد السلام جلود، في منصب رئيس الحكومة الليبية، بينما نقلت مصادر ليبية عن جلود قوله إنه لا ينوي العودة للعمل العام مجددا. وقال المسؤول الذي طلب عدم تعريفه إن التكهنات باحتمال عودة جلود إلى صدارة المشهد السياسي في ليبيا غير صحيحة، معتبرا أن عودته غير مطروحة على الإطلاق. ويمضي جلود حاليا غالبية وقته بلا عمل رسمي متنقلا ما بين العاصمة الليبية طرابلس ومدينة سرت حيث يحتفظ بمنزل مطل على مياه البحر المتوسط. وقالت مصادر دبلوماسية غربية في العاصمة الليبية طرابلس إن ما شاع مجرد بالون اختبار في إطار ما وصفته بالصراع المحتدم بين التيار الإصلاحي والحرس القديم الموالي للعقيد القذافي.