دافع وزراء اسكتلنديون الاربعاء عن قرارهم الافراج عن الليبي عبد الباسط المقرحي المحكوم الوحيد في قضية اعتداء لوكربي, بعدما عبرت واشنطن مجددا عن غضبها في هذا الشأن. وقال رئيس الوزراء الاسكتلندي اليكس سالموند انه لا يشعر بالاسف للافراج عن المقرحي في آب/غسطس الماضي. ونفى سالموند ما ذكره مشرعون اميركيون ان اطلاق سراح المقرحي تم بسبب صفقة نفطية بين المجموعة البريطانية العملاقة بريتش بتروليوم (بي بي) وليبيا. وقال سالموند رئيس الحكومة الاسكتلندية السابقة لاذاعة البي بي سي "لا مكان للندم اذا اتخذ قرار بنية حسنة". واضاف "في ما يتعلق بالحكومة الاسكتلندية, لم نجر اي اتصال مع بي بي, سواء خطيا او شفهيا, بشان عملية اطلاق سراح (المقرحي) لاسباب صحية". وكتب رئيس الحكومة الاسكتلندية الاربعاء رسالة الى السناتور الاميركي جون كيري رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ, "اكد فيها مجددا سخط الحكومة والشعب في اسكتلندا" لاعتداء لوكربي. واضاف "اعتقد اني اتفهم ان الاهتمام الذي عبرت عنه مؤخرا اللجنة وكذلك اعضاء اخرون في مجلس الشيوخ, مرتبط بشكل اساسي بمخاوف حيال دور محتمل لعبته مجموعة بي بي في اطلاق سراح المقرحي". وتابع ان "حكومة اسكتلندا لم تلتق في اي وقت كان ممثلين عن بي بي في مسألة المقرحي". وستنظر لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الاميركي في قضية المقرحي في 29 تموز/يوليو. وحكم على المقرحي بالسجن مدى الحياة في 2001 اثر ادانته بالتورط في تفجير طائرة البوينغ 747 فوق مدينة لوكربي الاسكتلندية في 1988 التي ادت الى مقتل 270 شخصا. واطلق القضاء الاسكتلندي سراحه العام الماضي موضحا انه مصاب بسرطان في مراحله الاخيرة بينما قدر تقرير طبي ان الفترة المتبقية من حياته تصل الى ثلاثة اشهر. واتهمت بريتش بتروليوم بالضغط على الحكومة الاسكتلندية للافراج عن المقرحي بهدف تسهيل عملية توقيع عقد لاستخراج النفط من المياه الاقليمية الليبية. لكن رئيس وزراء اسكتلندا نفى ذلك مذكرا بان حكومته عارضت تبادل سجناء مع ليبيا. ودانت اسر عدد من الضحايا اطلاق سراح المقرحي بينما رأى مدير مكتب التحقيقات الفدرالي روبرت مولر انها خطوة "تريح الارهابيين في جميع انحاء العالم". وكان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون صرح انه لا يعتقد ان قرار الافراج عن المقرحي اتخذ تحت تأثير بريتش بتروليوم (بي بي) ورفض الدعوات الاميركية الى اجراء تحقيق في هذا الشأن. واكد كاميرون بعد مباحثات في البيت الابيض مع الرئيس الاميركي باراك اوباما ان قرار الحكومة الاسكتلندية الافراج عن المقرحي اثار استياءه. وقال "كنت واضحا جدا منذ البداية بشأن هذه المسألة. في اجتماعنا توصلنا الى ما اسميناه اتفاقا قويا بان الافراج عن المقرحي المسؤول عن مقتل 270 شخصا في اكبر عمل ارهابي وقع في بريطانيا, خطأ". وتابع "لم يبد (المقرحي) اي تعاطف مع ضحاياه الذين لم يسمح لهم بالموت في اسرتهم في بيوتهم محاطين بعائلاتهم. لذلك من وجهة نظري يجب الا يمنح هذا الامتياز لهذا القاتل". وقالت وزيرة العدل الاسكتلندية كيني ماك اسكيل التي اتخذت قرار اطلاق سراح المقرحي ان 23 سجينا افرج عنهم في السنوات العشر الاخيرة لاسباب انسانية, موضحا ان هذ النقطة تشكل جانبا مهما جدا في القضاء الاسكتلندي. وصرحت الوزيرة الاسكتلندية للبي بي سي "نعتقد انه يجب احقاق العدل ولكن يجب الا تغيب الرأفة". والمقرحي (58 سنة) لا يزال على قيد الحياة رغم توقع طبيب الا يعيش اكثر من ثلاثة اشهر لاصابته بسرطان في مرحلة متقدمة.