استمعت المحكمة الجنائية بنواكشوط أمس الثلاثاء لعدد من المتهمين باختطاف الرعايا الأسبان وسط حديث واسع عن التعذيب داخل زنرانات الشرطة ونفي مطلق لأي علاقة بعملية الاختطاف. أول الماثلين أمام المحكمة كان عمر الصحرواي الذي رفض التهم الموجهة له بالضلوع في عملية اختطاف "الأسبان" الثلاثة قائلا إنه كان موجودا في العاصمة المالية يوم التاسع والعشرين من ديسمبر2009 (يوم اختطاف الرعايا الأسبان) وإنه اعتقل بعد ذلك على الأراضي المالية من قبل عناصر من الجيش الموريتاني. أما المتهم الثاني، وهو الجزائري "العيد ولد لحبوس" ، وهو من مواليد 1987 بولاية "آدرار" في الجنوب الجزائري وقد وصل موريتانيا بشهور قبل العملية بعدما تعرف علي عمر الصحرواي بالمنطقة مقرا بأن الأخير سلك به طريقا امتدت حوالي 2000 كلم دون المرور بأي منطقة سكنية أو نقطة تفتيش أمنية إلى أن وصل إلى العاصمة الموريتانية نواكشوط. وقال "العيد ولد لحبوس" انه اعتقل بمدينة "سيلبابي" الحدودية مع جمهورية مالي، بينما كان في "غنم" عمر ولد حمه الملقب الصحراوي، وهو يعاني من آثار المرض الذي لازمه طيلة شهرين بعيد وصوله بأسابيع قليلة لموريتانيا نافيا أن يكون قد تم استجلابه من قبل عمر الصحراوي للمشاركة في عملية اختطاف رعايا "غربيين" تنوي القاعدة القيام بها في موريتانيا. وعن رخصة سياقة مزورة باسم "محمد ولد البخاري" لصالحه قال "العيد ولد لحبوس لقد رفضت أخذها بعدما عرفت أنها ليست على اسمي رغم جهلي التام بالفرنسية، وكنت انتظر أن أشفى من المرض للمغادرة أو القيام ببناء أسرة مستقرة بموريتانيا نافيا أن يكون قد أبلغ بأي عملية مرتقبة للتنظيم أو وسطاء متعاونين معه. أما البخاري وهو شيخ هرم فقد وصل إلي المحكمة علي كرسي متحرك وقد سقط أمام القضاة مغشيا عليه بعد صراخ طويل وبكاء قالت النيابة العامة إنه تمثيل يقوم به دائما للإيهام ببراءته،بينما قال محاموه انه منهك من شدة التعذيب الذي تعرض له داخل زنرانات الشرطة مع بقية المعتقلين الآخرين مطالبة بالإفراج عنه أو الاستماع له في ظروف عادية، وهو الطلب الذي وافقت عليه النيابة العامة، حيث سيستمع له أحد القضاء بحضور كاتب ضبط لأخذ أقواله بشأن التهم المنسوبة إليه.