فرض التعادل الإيجابي (1-1) نفسه سيدا للديربي البيضاوي رقم 113 في تاريخ المواجهات٬ التي جمعت حتى الآن بين الرجاء والوداد منذ انطلاق منافسات أول بطولة وطنية وذلك في موسم 1956-1957٬ واكتفيا بنقطة واحدة في اللقاء٬ الذي احتضنه بعد ظهر أمس الأحد ملعب المركب الرياضي محمد الخامس بالدارالبيضاء٬ برسم الدورة الثانية عشر من البطولة الوطنية الاحترافية لأندية القسم الأول في كرة القدم. وكان فريق "القلعة الحمراء" سباقا للتهديف عبر مهاجمه الكونغولي فابريس نغيسي أونداما في الدقيقة 16٬ قبل أن يدرك المهاجم حمزة بورزوق هدف التعادل لفريق "القلعة الخضراء" في الدقيقة 68، حسب وكالة الأنباء المغربية. وعزز فريق الرجاء عقب هذا التعادل٬ وهو الثالث في الموسم مقابل سبعة انتصارات وهزيمة واحدة٬ مركزه في صدارة الترتيب برصيد 24 نقطة مع مباراة مؤجلة عن الدورة التاسعة سيخوضها في تاريخ لاحق بالرباط أمام الجيش الملكي٬ في الوقت الذي سجل فيه فريق الوداد تعادله الثاني مقابل سبعة انتصارات وثلاث هزائم٬ وواصل دوره في المطاردة المباشرة بفارق نقطة واحدة وبنقطتين أمام فريق الجيش الملكي (الثالث ب21 نقطة)٬ الذي سيحل مساء اليوم بملعب سانية الرمل ضيفا على فريق المغرب التطواني (حامل اللقب وصاحب المركز الخامس ب17 نقطة). وشكل هذا الديربي٬ المصنف من بين أهم الديربيات عبر العالم والذي تابعه جمهور قدر بحوالي 45 ألف متفرج ساهموا من خلال الأجواء الاحتفالية واللوحات التي تفننوا في رسمها على المدرجات في ترسيخ الصورة الحضارية لجمهور الفريقين العريقين وقيمتهما كقطبين لكرة القدم الوطنية والعربية والقارية٬ فرصة لفريق الوداد للثأر من منافسه٬ الذي كان قد فاز عليه 3-1 يوم سادس نونبر الماضي في دور نصف نهاية مسابقة كأس العرش (2011-2012)٬ قبل أن يحرز اللقب يوم 18 من نفس الشهر بالرباط على حساب الجيش الملكي٬ لكن دون جدوى. وانطلق هذا اللقاء٬ الذي قاده بحنكة واقتدار الحكم خالد النوني٬ بمحاولات جادة لأشبال بادو الزاكي الذين سيطروا على جل مجريات الشوط الأول وتوجوا مجهوداتهم بهدف وقعه الكونغولي أونداما مستغلا خطأ فادحا في الدفاع الرجاوي انسل على إثره وسدد كرة استقرت في مرمى الحارس خالد العسكري (د 16). وكان بإمكان الفريق الأحمر إنهاء الشوط الأول فائزا بأكثر من هدف٬ بيد أن حالة الاستنفار التي فرضها لاعبو الفريق الأخضر خاصة على مستوى وسط الميدان وتكتلهم في الدفاع حال دون ذلك٬ خاصة بعدما فشل الكونغولي الآخر ليس مويتيس في مضاعفة الحصة لفريق الوداد بإهداره فرصة سانحة للتهديف في الدقيقة 44. وعلى عكس الشوط الأول٬ تحسن مردود أشبال المدرب امحمد فاخر الذين دخلوا الجولة الثانية بمعنويات مرتفعة وتخلصوا من اللعب السلبي وانطلقوا بحثا عن هدف التعديل من خلال تنويع هجماتهم بين التوغل عبر الأجنحة ووسط الدفاع والقدف من بعيد٬ خاصة بعد دخول ياسين الصالحي (د 53) بدلا من محسن ياجور. وأعطى مجهود لاعبي فريق الرجاء٬ الذين حولوا تراجعهم إلى اندفاع وسيطرة على مجريات اللعب٬ ثماره في الدقيقة 68 عن طريق المهاجم حمزة بورزوق الذي أبدع أيما إبداع ووضع كرة التعادل من ضربة خطأ مباشرة في الزاوية الصعبة لمرمى الحارس الدولي نادر لمياغري معيدا الأمور إلى نصابها (1-1). وحاول لاعبو فريق الوداد خلال الدقائق العشرون المتبقية العودة وانتزاع النقاط الثلاث غير أنهم اصطدموا برغبة مماثلة من نظرائهم الرجاويين الذين كان بإمكانهم حسم الأمور في الدقيقة الثانية من الوقت بدل الضائع (د 90+2) بواسطة الصالحي الذي توغل وتخلص من مدافعين وسدد غير أن المياغري ذاد بشجاعة عن مرماه لينتهي اللقاء بلا غالب ولا مغلوب بعدما رفع الفريقان نسبة التعادل بينهما إلى 53 مقابل 34 فوزا للرجاء و26 للوداد. *تعليق الصورة: لقطة من المباراة التي جمعت الوداد والرجاء البيضاويين