سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
فتح الله ولعلو: العمل السياسي يشهد تراجعا والحكومة أعادت صندوق النقد الدولي من النافذة قال إن طموحه أن يصبح "الاتحاد الاشتراكي" حزب المستقبل متصالحا مع المجتمع
تمنى، فتح الله ولعلو، وزير المالية المغربي الأسبق، وأحد المرشحين لمنصب الأمانة العامة لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ، أن يظل حزبه اتحاديا ببرنامجه وخطه السياسي، وأن يكون قاطرة للمعارضة حتى يسترجع موقعه الرائد في طليعة المشهد الحزبي. وعبر، ولعلو، الذي كان يتحدث عشية أمس الاثنين، في لقاء محصور مع عدد من الصحافيين بمقر الحزب بالرباط حضره موقع "مغارب.كم" عن خشيته من التراجع الخطير الذي يلاحظه في العمل السياسي بالمغرب ، رغم الإصلاحات الدستورية التي عرفتها البلاد والذي كان من المفروض أن يزداد حيوية وخصوبة. وأوضح أنه من خلال ترشيحه يخاطب ضمائر الاتحاديين من منطلق سياسي وليس أخلاقيا على اعتبار أنهم يشكلون جميعهم قيمة إضافية وبالتالي يجمع إعادة جمعهم في عائلة واحدة واستعادة من جمدوا وضعيتهم في الحزب. وحدد ولعلو، طموحه من الترشيح بالقول إنه يريد أن يتصالح الاتحاد الاشتراكي مع المجتمع بعد أن تصالح مع الدولة ابتداء من المؤتمر الاستثنائي للاتحاد عام 1975، ما أتاح للاتحاديين فيما بعد المساهمة وعلى مدى 15 سنة الأخيرة في تطوير الدولة سياسيا واقتصاديا وكذا على مستوى تدبير الشأن العام. وأعترف المرشح ولعلو، أن حزبه ابتعد عن المجتمع بسبب انشغاله بالتدبير الحكومي ،بينما اخترقت المجتمع مستجدات عدة ، مبرزا أن التوجه المحافظ لا يمكن، من وجهة نظره، أن يحقق للمغرب الرهانات التي يطمح إليها، كما ينطبق نفس الأمر على من أسماهم "الانتهازيين" الذين أفسدوا العمل السياسي وساهموا في تراجعه بالمغرب. وذكر ولعلو، إنه بمقدور "الاتحاد الاشتراكي" التصالح مع المجتمع المغربي من خلال إبراز قيم الحداثة والتطور التي يتم التداول اليوم بعمق بشأنها في المجتمع ما سيمكن الحزب من محاورة التحولات الكبرى الجارية على صعيد العالم وإيجاد حل للإشكاليات والتناقضات المجتمعية المتمثلة في المسألتين الدينية والثقافية؛ وما سيجعل كذلك من الاتحاد الاشتراكي "حزب المستقبل" بمعنى أن يصبح المغرب دولة مؤسسات تلعب فيها المعارضة الدور الموكول إليها؛ وهذا يستوجب بناء حزب قوي قادر على مواجهة التحديات المحيطة بالمغرب. ويرى ولعلو، أن مظاهر الأزمة المالية الخطيرة التي برزت بقوة في العام الجاري، لم تنتبه لها الحكومة الحالية ولم تقدر تبعاتها، كونها ستؤثر آجلا أم عاجلا على جميع الاقتصاديات الدولية بما فيها الصين الشعبية، لكنه استدرك أن العالم سيخرج من خضم الأزمة الحالية بعد ثلاث سنوات على الأبعد، فقد توصل الخبراء إلى أدوات العلاج ؛ متوقعا أن تصبح الولاياتالمتحدة في غضون السنوات المقبلة، أول مصدر للنفط كما ستتحول دول آسيوية إلى قاطرة للنمو الاقتصادي، في حين ستتعافى أوروبا من أمراضها الاقتصادية دون استثناء القارة الأفريقية التي قال ولعلو، إنها ستعرف حراكا تنمويا، متسائلا عن موقع المغرب في هذا الخضم؟ وأعرب ولعلو، عن الاعتقاد أن "اتحادا" قويا من شأنه وحتى من موقع المعارضة، المساهمة في تجاوز اللحظة القادمة، موضحا أنه ستطبعها ما اسماه "ثلاث انتقالات" على مستوى البيئة والديموغرافيا والطاقة. وتطرق ولعلو، إلى الوضع السياسي في المغرب، مسجلا أن المكتسبات التي تحققت نتيجة حراك الشباب والقرارات التي اتخذها العاهل المغربي بما فيها التعديل الدستوري ، توجد كلها في خطر، بالنظر إلى أن الدستور لا يفعل، وهو دور يعود للحكومة الحالية التي وصفها بالمحظوظة بالصلاحيات الواسعة الممنوحة لها ، ذاهبا إلى القول أن المكتسبات المحققة منذ حكومة التناوب الأولى عام 1998 وقع تراجع عنها. وأبرز في هذا السياق أن حكومة الاتحادي عبد الرحمن اليوسفي ، أبعدت عن المغرب المؤسسات المالية العالمية، بينما نادت حكومة عبد الإله بنكيران، على صندوق النقد الدولي لأنها مضطرة إلى الاستعانة به ، وبالتالي فإن وزير المالية نزار بركة ، طلب قروضا ،ما يعني أن صندوق النقد الدولي غادر المغرب من الباب في عهد حكومة اليوسفي، وعاد من النافذة مع حكومة العدالة والتنمية. وأعاد، ولعلو، إلى الأذهان أن صندوق النقد ، ظل حاضرا بقوة في المغرب بقوة متدخلا في سياسته الاقتصادية منذ عام 1981 إلى عام 1993 ، مضيفا أن حكومة التناوب وضعت سدا في وجه المؤسسة النقدية العالمية. ونفى ولعو، أن يكون له طموح شخصي جعله يقدم على الترشح للأمانة العامة لحزب الاتحاد الاشتراكي الذي يجب أن يصبح حزب المستقبل دون التنكر لتراثه النضالي، فاعلا في عملية تطهير السياسة وتنظيفها ، متصديا للفساد والإفساد ، وتلك أمور لا يمكن أن تتحقق بالكامل بدون المراهنة على الشباب والنساء ومن أسماهم "ولعلو" الفاعلين الشعبيين. وبخصوص ما يميزه عن المرشحين الآخرين أوضح ولعلو ، أنه يناصر الجميع وليس له مشكل شخصي مع أي متنافس على الأمانة العامة ، مبرزا أنه ولد وتربى في الاتحاد الاشتراكي ، لكنه لم يسع في وقت من الأوقات إلى تكوين شلة أو شبكة "ريزو" يعمل لصالحه ، مذكرا بمساره الحزبي كرئيس للاتحاد الوطني لطلبة المغرب ورئاسة الفريق البرلماني للحزب ودوره في النقلات التي عرفها الاتحاد الاشتراكي منذ أن انفصل عن الاتحاد الوطني للقوات الشعبية الإطار الحزبي الأم. ولم يفت ولعلو ،أن يذكر بتجربته الحكومية على رأس وزارة المالية لمدة عقد من الزمن ، اعتمد فيها على الكفاءات الشابة في الوزارة وإتاحة الفرصة لها للابتكار والاجتهاد في التدبير وعن سؤال بخصوص غياب تيارات داخل الاتحاد الاشتراكي ، حتى لا تأخذ الترشيحات للأمانة العامة طابع المنافسة بين الأشخاص ؟ أجاب ولعلو بالقول إن التيارات هي نتيجة التراكمات والخبرات النضالية كما تفرزها لحظات تاريخية محددة. وارجع سبب التشابه في البرامج التي عرضها المتنافسون إلى أنها ترتكز على المرجعية الحزبية والوثائق التي أقرها المجلس الوطني للحزب وبالتالي فإن الاجتهاد يتم في إطار كيفية تنزيل ما اتفقت عليه أجهزة الحزب. وعن سؤال بخصوص انسحاب أحد المرشحين من السباق ، أوضح ولعلو أن الناس أحرار وانه لا يتابع مثل تلك الإشاعات ولا يمكنه أن يعلق على خبر إلا بعد التأكد منه . وجوابا عن سؤال يتعلق بمضمون برنامجه وإشاراته المتكررة إلى الحكومة ونقدها ما يثير التساؤل : ألم يكن من الأولى أن يشارك الاتحاد الاشتراكي في الحكومة الحالية ، تحصينا لها من الوقوع في أخطائها؟ أجاب المرشح لقيادة الاتحاد الاشتراكي أن تصويت المغاربة لغير صالح حزبه ووضعه في مرتبة متراجعة على مدى الاستحقاقات الأخيرة ،كان معناه أن المقترعين يريدون أن يعود الاتحاد إلى موقع المعارضة.