دعا كل من الرئيس التونسي٬ منصف المرزوقي٬ ورئيس المؤتمر الوطني العام في ليبيا٬ محمد يوسف المقريف٬ إلى مواصلة الجهود الرامية إلى تحقيق الاندماج المغاربي وتنمية اقتصاديات المنطقة تجسيدا لتطلعات الشعوب المغاربية. وأكد المرزوقي والمقريف٬ في كلمتين خلال الجلسة الافتتاحية لندوة مغاربية تحت عنوان "المغرب العربي الكبير تنمية واحدة .. مستقبل واحد"٬ تنعقد اليوم بالعاصمة التونسية٬ أن الاندماج الاقتصادي بين الأقطار المغاربية أصبح حتمية لا مفر منها٬ تتطلب بذل كل المساعي من أجل تذليل العوائق التي تحول دون تحقيقها على أرض الواقع،وفق وكالة الأنباء المغربية. وفي هذا السياق عبر الرئيس التونسي عن أسفه لكون نسبة الاندماج الاقتصادي بين البلدان المغاربية لا تتجاوز 2 في المائة٬ في الوقت الذي تصل فيه هذه النسبة بين البلدان الأوروبية إلى 80 في المائة٬ معربا عن استغرابه لكون المنطقة المغاربية٬ على الرغم مما تتوفر عليه من مقومات وروابط مشتركة٬ في مقدمتها التاريخ والجغرافيا واللغة والدين٬ "لم تتمكن حتى الآن من تحقيق الاندماج المأمول". وبعد أن أكد على أن هذه الروابط هي السبيل الوحيد المؤدي إلى الاندماج بين دول المغرب العربي٬ شدد على ضرورة "تجاوز كل العراقيل التي تحول دون تقدم البناء المغاربي والعمل على وضع الآليات الكفيلة بتحقيق هذا الحلم"٬ مؤكدا أن تونس ستواصل مساعيها من أجل تحقيق الوحدة المغاربية عبر التشاور مع مختلف الأطراف في المنطقة. كما أبرز حرص بلاده على مزيد من توثيق علاقاتها مع دول الجوار٬ مؤكدا في هذا السياق على وجود "اتفاق كامل بين تونس وليبيا على حتمية بناء الصرح المغاربي خلال العشرية المقبلة". من جهته أكد محمد يوسف المقريف على الارادة السياسية المشتركة التي تحدو ليبيا وتونس من أجل "تجسيد اندماج حقيقي بين دول المغرب العربي٬ خاصة بعد التغيرات الكبيرة التي أحدثتها الثورتان الليبية والتونسية". وأضاف المقريف٬ الذي يقوم بزيارة عمل لتونس منذ أمس الجمعة٬ أن إرساء مغرب عربي كبير يمثل "ضرورة حتمية لتحقيق تقدم الشعوب المغاربية"٬ معتبرا أن الشروع في تجسيد الاندماج المغاربي على المستويين الشعبي والمؤسساتي٬ يجب أن يسبق تحقيق الاتحاد المغاربي على المستوى الحكومي. واعتبر في هذا السياق٬ أن مبادرة مؤسسات البحث في تنظيم هذه الندوة والاهتمام بالتنمية الاقتصادية على الصعيد المغاربي وسبل تطويرها يمثل "خطوة هامة على طريق تحقيق اتحاد مغاربي حقيقي". ويتناول هذا اللقاء٬ الذي ينظمه المعهد التونسي للدراسات الإستراتيجية والمركز المغاربي للتنمية الذي يوجد مقره بواشنطن٬ وتشارك فيه مجموعة من الخبراء في مجال التنمية والباحثين الجامعيين ورجال أعمال من البلدان المغاربية ومن المقيمين في أوروبا والولايات المتحدة٬ عددا من المحاور التي تهم التنمية الاقتصادية ووسائل تحقيق التنمية المستدامة في المنطقة المغاربية في إطار من التكامل بين بلدان المنطقة٬ ودور القطاع البنكي في تحقيق الاندماج الاقتصادي المغاربي. تعليق الصورة: الرئيس التونسي٬ منصف المرزوقي٬ خلال المؤتمر الوطني العام في ليبيا.