على رغم التحاقه الحديث بمواقع التواصل الاجتماعي، إلا أن الصحافي السعودي عثمان العمير استطاع أن يصبح في فترة قصيرة من المؤثرين في موقعي التواصل الاجتماعي الأكثر شهرة، إذ تجاوز عدد أصدقائه في موقع «فيسبوك» 5200، فيما قارب عدد متابعيه على موقع «تويتر» 48 ألفاً. ويأبى الصحافي السعودي المثير للجدل، الذي يعشق الحياة ملء رئتيه، إلا أن يكون مختلفاً، إذ لقّب صفحته في «فيسبوك» بالمقهى، وعيّن نفسه نادلاً يستجيب لطلبات بعض زبائنه بسرعة البرق، ويتجاهل آخرين، إلى أن يصيبهم الملل فيهجروا مقهاه. ويرى البعض في اختيار العمير «المقهى» تسمية لصفحته على «فيسبوك»، رداً غير مباشر من صاحب المقهى أو نادله كما يفضل أن يطلق على نفسه، على من يثير بعض الشغب أو كثير منه في الصفحة، ومن يدخلها لتسجيل إعجاب أو إلقاء تحية، على غرار المقاهي التي يقصدها المثقف والأديب وعلية القوم، وفي الوقت ذاته تقصدها بقية شرائح المجتمع المختلفة. إلا أن نادل المقهى، الذي كان يحرص على التجاوب مع رواد مقهاه، ويستأذنهم إذا كان سيغيب لأكثر من يوم أو اثنين، لم يعد كثير الاهتمام بمقهاه، خصوصاً بعد أن التحق بسرب المغردين، ولم يعد بإمكانه تجاهل رواده، الذين يقتنصون منه الرد باستعمال قوة الإلحاح. ويبدو أن إثارة الجدل أمر يلاحق العمير أينما حلّ، إذ إضافة إلى الجدل الذي تثيره الكثير من تغريداته في موقع «تويتر»، وملاحظاته التي يدوّنها على صفحته في «فيسبوك»، جاء رد فعل العمير عقب اتهامه من بعض متابعيه باللجوء إلى شراء المتابعين، الأمر الذي يفسر قفز عدد متابعيه إلى أكثر من 47 ألف متابع في وقت قياسي، بحسب موجهي الاتهام، وعوضاً عن اكتفائه بالنفي أو اتهام من يشكك في كيفية ارتفاع عدد متابعيه في وقت قياسي بالحقد والحسد، كما فعل الكثير من المشاهير عقب اتهامهم بشراء متابعين، أكد العمير عزمه على اللجوء إلى القضاء، وأسرَّ إلى أحد متابعيه ممن رجّح وهمية متابعيه، بأنه قد يحتاجه شاهداً في المحكمة، عقب لجوئه إلى القضاء. ولم يكن الأمر، بحسب تغريدات العمير أيضاً، مجرد بوح عقب التشكيك في متابعيه واتهامه بشرائهم، إذ أكد لاحقاً طلبه النصيحة من مستشار قانوني قبل لجوئه إلى القضاء، إلا أن المحامي على ما يبدو وعوضاً عن تشجيع العمير على اللجوء إلى القضاء، نصحه بالتخلص من صور «البيض» التي تعج بها قائمة المتابعين في صفحة العمير على «تويتر». وهو الأمر الذي وعد العمير بالاستجابة له، من خلال تغريدة أكد فيها عزمه على القيام بحملة لتنظيف قائمة متابعيه. إلا أنه على ما يبدو تراجع عن مسألة اللجوء إلى القضاء، أو فضل التأني في الأمر، ومخاطبة «تويتر» للحصول على استشارة قانونية قبل طرق أبواب القضاء، لكنه شدد على أن شراء متابعين بحسب وجهة نظره تعد جريمة، ليس ذلك فقط، وقال مغرداً: «الشراء سواء من الشخص ذاته أو تسليفه «فلورز» أو الشراء له تعد جرائم غير مقبولة فضلاً عن تشويه السمعة». وأبدى العمير انزعاجاً من «هاشتاق» أطلقه مغردون حول متابعي العمير، وهو ما اعتبره الأخير اتهاماً في حد ذاته. وبين «فيسبوك» و«تويتر» يبقى الصحافي السعودي عثمان العمير عصياً على الفهم والاستيعاب بالنسبة إلى الكثيرين، ويختلف حوله محبوه قبل كارهيه أو أعدائه.