أكدت مصادر إسبانية أن حركة المرور والتنقل بين مدينة سبتةالمحتلة والأراضي المغربية، في الاتجاهين، استؤنفت اليوم لأربعاء، بشكل طبيعي وعادي. واثر الإضراب الذي شنه أمس الثلاثاء، مستخدمو الأمن والحرس المدني المرابطون على الجزء الآخر من الحدود، بشكل واضح وملموس على سريان التنقل والتدفق بين جانبي المركز الحدودي "تاراخال" المشترك. وقدرت المصادر الإسبانية تراجع عددا العابرين في الاتجاهين، أمس بنسبة 50 في المائة. وأمام بطء الإجراءات من الجانب الإسباني والصفوف الطويلة للبشر والسيارات، اضطر المغاربة الذين يفدون يوميا بالآلاف على المدينةالمحتلة، إلى العودة من حيث أتوا، وهم يقومون في أكثريتهم بجلب المواد والبضائع المهربة من سبتة وإعادة بيعها في أسواق بلادهم، كوسيلة للعيش والدخل، فيما يتوجه آخرون لسبتة للعمل بها ومغادرتها عند حلول المساء. ولا يقل عدد المغاربة، الذين يعبرون الحدود الأرضية في اتجاه سبتة عن 20 ألف فردا كل يوم، وقد يرتفع العدد أحيانا في ذروة الإقبال وخاصة في فصل الصيف، كما يصل عدد السيارات إلى معدل لا يقل عن 2500 سيارة في اليوم أيضا. تجدر الإشارة، إلى أنه أصبح ،ابتداء من الصيف الجاري ف،ي إمكان المغاربة ومواطني المغرب العربي القادمين من الديار الأوروبية لقضاء العطلة، أن يتلافوا الدخول إلى المغرب عبر بوابة سبتة، بعد تأمين خطوط بحرية جديدة بين الموانئ الإسبانية وميناء طنجة المتوسط الذي شرع في استقبال المسافرين منذ بداية الصيف. وسيخفف ميناء طنجة المتوسط، بشكل كبير من الضغط على الخط البحري سبتة - الجزيرة الخضراء، كما أن الطريق السيار الذي يربط الميناء بشبكة الطرق الوطنية في المغرب، بات يشكل مصدر راحة وربحا للوقت للمسافرين القادمين من أوروبا وتخفيفا من المعانة التي كانوا يواجهونها في السنوات الماضية . يذكر أن الإضراب الذي دعت إليه نقابة رجال الأمن في إسبانيا، أملته مطالب مادية ولوجيستية خاصة بهم . ودرج مستخدمو الأمن المرابطون في المركزين الحدوديين سبتة ومليلية،على الشكوى المتكررة من قلة الإمكانيات وعدم كفاية عناصر الأمن، لمواجهة الاكتظاظ ومحاولات المهاجرين السريين، من دول جنوب الصحراء، اقتحام الحواجز المقامة على الحدود المصطنعة.