شبه محمد الأنصاري، رئيس المؤتمر العام لحزب الاستقلال السادس عشر، نفسه بأنه كان مثل سائق حافلة، همه الأساسي هو التركيز على المقود، للوصول بها إلى محطة السلامة، بينما كان يجلس في الخلف بعض المشاغبين، من دون أن يسميهم أو يحددهم. وأضاف الانصاري، الذي كان يتحدث في ندوة صحافية مساء أمس بمقر مركز الحزب بالرباط،أن الاستقلاليين والاستقلاليات قادرون على تدبير خلافاتهم،وعلى تسوية أمورهم، ومواجهة كل شيء " بما في ذلك التشويش الذي كان في خلف الحافلة." ورغم أن المؤتمر فشل في انتخاب أمين عام جديد للحزب، بعد احتدام الصراع بين حميد شباط وعبد الواحد الفاسي، المرشحين الأساسيين للأمانة العامة، فإن الأنصاري اعتبر ه " مؤتمرا ناجحا"، معبرا عن رفضه لكلمة الفشل، "لأن هذه الكلمة لاوجود لها في قاموس الحزب"،كما صرح فيما بعد بذلك لقناة " الدوزيم" التلفزيونية. وقال إن المهم لديه هو أن الجميع استطاع، بفضل التعاون،" أن يوصل الحافلة إلى نهاية المطاف، بالمصادقة على جميع التقارير بدون استثناء، وعلى البيان الختامي ، في احترام تام لجدول الأعمال، الذي كان مقررا، موضحا " أننا خرجنا من حزب الزعامات إلى حزب المؤسسات"، على حد تعبيره. وأوعز الأنصاري عدم التمكن من استكمال أعمال المؤتمر بانتخاب أمين عام جديد للحزب إلى "العياء" الذي دب في نفوس المؤتمرين والمؤتمرات،في اليوم الأخير، ماأدى إلى "إرجاء ماتبقى في هذه المحطة لاسترجاع الأنفاس"، في انتظار عقد المجلس الوطني ، والذي قد ينعقد في ظرف زمني لايتعدى ثلاثة شهور. وظل الأنصاري طيلة ندوته الصحافية حريصا على عدم الدخول في التفاصيل، مفضلا التحدث بأسلوب يغلب عليه طابع التعميم، ولكنه ، رغم ذلك، اعترف بأن المؤتمر عرف بعض الاتصالات في " الكواليس"، بعيدا عن القاعة، حيث كان يلتئم المؤتمرون، في تلميح إلى اللقاءات التي كانت تجري لاحتواء الخلافات، وتقريب وجهات النظر. وأكد الانصاري، أن "لاخوف على حزب الاستقلال"، واصفا إياه بأنه " محفوف بعناية الله، رغم المكائد، وما كان يحاك ضده في الماضي، وربما في الحاضر أيضا، وسيبقى مثل شجرة شامخة في المشهد السياسي بالمغرب". ونفى أن يكون هناك أي فراغ،مشيرا إلى أن المجلس الوطني، هو برلمان الحزب،ويتمتع باختصاصات متعددة، ويسهر على تنفيذ مقرراته ، وهو الذي يختار أعضاء اللجنة التنفيذية، والأمين العام الجديد، انطلاقا من القانون الداخلي للحزب. وأشار إلى أن المرشحين الحاليين هما حميد شباط وعبد الواحد الفاسي، من دون أن يستبعد ظهور مرشحين جدد، لأن كل عضو في اللجنة التنفيذية من حقه الترشح للأمانة العامة، " وحين نختلف في النقاش،فإن قراءة نشيد الحزب توحدنا". وقال الأنصاري متحدثا عن الأجواء:" لقد كنا في مؤتمر، وليس في ثكنة"، مضيفا " أنا لست مسؤولا عن غياب أو حضور أي قيادي،أو سلوك أي مشاغب". *تعاليق الصور: محمد الأنصاري رئيس مؤتمر حزب الاستقلال خلا ندوته الصحافية، جانب من الندوة