خطا نادي الزمالك المصري خطوة كبيرة نحو دور ربع نهاية مسابقة دوري أبطال إفريقيا لكرة القدم بعد فوزه البين والمستحق على مضيفه فريق المغرب الرياضي الفاسي بهدفين نظيفين. جرى ذلك في مباراة ذهاب دور ثمن النهاية، التي جمعت بينهما عشية اليوم السبت بالمركب الرياضي بفاس أمام حوالي 30 ألف متفرج خصصوا استقبالا حارا لمدرب الفريق المصري حسن شحاتة الملقب ب "المعلم"، والذي قاد الكرة المصرية إلى منصات التتويج في أكثر من مناسبة لاسيما فوز منتخب الفراعنة بكأس إفريقيا للأمم في ثلاث دورات متتالية (2006 -2008 -2010) وهو إنجاز غير مسبوق . وكان وراء ثنائية الفريق المصري اللاعبان أحمد حسن (78) وأحمد جعفر(89). ولم يجانب حسن شحاتة الصواب حينما صرح بأن فريقه لن يلعب من أجل التعادل لأن الزمالك فريق كبير وينافس على لقب دوري أبطال إفريقيا و"الفريق الذي يبحث عن البطولات يجب أن يفوز حتى خارج ملعبه ". أكيد أن شحاتة، الذي جمع المجد من جميع أطرافه ونجح بفضل تجربته الطويلة ودرايته، وقف على مكامن القوة والضعف لدى فريق المغرب الفاسي لاسيما وأن شهرة هذا الأخير سبقته باعتباره أطاح العام الماضي بفرق عتيدة تسيدت الكرة الإفريقية سنين طويلة قبل أن يفوز بكأس الكونفدرالية الإفريقية على حساب النادي الصفاقسي التونسي والكأس الممتازة على مواطنه الترجي الرياضي حامل لقب دوري أبطال إفريقيا. ففي هذه المباراة ،التي اعتبرت قمة عربية بامتياز، كان الفريق المصري الطرف الأفضل نتيجة وأداء حيث أجاد لاعبوه الانتشار على المستطيل الأخضر وكانوا الأكثر احتكارا للكرة وأبانوا عن فعالية في الخط الأمامي خاصة في المرتدات الهجومية . في المقابل لم يظهر فريق المغرب الفاسي بمستواه المعهود ولا بذلك الفريق الذي قهر العام الماضي أعتى الفرق على الصعيد القاري، فكان أداؤه متواضعا نسبيا على مستوى خطي الدفاع حيث كثرت الأخطاء أو الهجوم حيث غابت النجاعة واللمسة الأخيرة، لاسيما وأن الفريق المصري عمد إلى سد جميع المنافذ وأحكم سيطرته على وسط الميدان ونهج أسلوب الدفاع المتقدم. كما لم يفلح مدرب المغرب الفاسي رشيد الطاوسي في استغلال غياب العديد من اللاعبين الأساسيين في صفوف الفريق المصري كحارس المرمى عبد الواحد السيد والمهاجم البنيني رزاق أوموتويوسي ،الموقوف، بالإضافة إلى أحمد سمير وأحمد حسام (ميدو) بسبب الإصابة، بيد أن هذه الغيابات الاضطرارية لم تؤثر كثيرا على مردودية الفريق المصري صاحب السجل الحافل بالإنجازات والألقاب منها على الخصوص فوزه بدوي أبطال إفريقيا في صيغتيه القديمة والحديثة خمس مرات وكأس إفريقيا والكأس الإفريقية الممتازة ثلاث مرات والكأس الأفرو أسيوية مرتين وكأس إفريقيا للأندية الفائزة بالكأس مرة واحدة ودوري أبطال العرب مرة واحدة وبطولة مصر 11 مرة وكأس مصر 21 مرة. ويبقى الرهان قويا أمام المغرب الفاسي ، ممثل المغرب الوحيد في هذه المسابقة القارية بعد الخروج المبكر لفريق الرجاء البيضاوي، لكي يعيد نفس الإنجاز الذي حققه الرجاء قبل سنوات حينما انهزم ذهابا بالرباط أمام الزمالك بالذات لكنه قلب عليه الطاولة في مباراة الإياب بالقاهرة وفاز عليه بثلاثية نظيفة. وكما قال رشيد الطاوسي إنها "مباراة لن تتكرر كثيرا في حياة المدرب أو اللاعبين ، وهي فرصة للاعب المغربي لإثبات قوته على مستوى أندية شمال إفريقيا ". فهل يفعلها المغرب الفاسي بعد أسبوعين في القاهرة كما فعلها الرجاء من قبل ويضع حدا للمسيرة الزملكاوية الموفقة إلى حد الآن.