أبرز برنامج إذاعي تم بثه مساء أمس، على أمواج إذاعة "ميدي 1" أهمية فتح الحدود بين المغرب والجزائر، ودورها في تحقيق الاندماج المغاربي، نظرا لما تفتحه من أفاق واعدة في وجه التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية بالمنطقة. وأجمع الخبراء والمتدخلون في برنامج "سؤال الساعة" الجديد،على أن بناء المغرب العربي اختيار استراتيجي، لايمكن تصور المستقبل بدونه، اعتبارا لعدة معطيات، تتداخل فيها المعطيات الأمنية والسياسية والاقتصادية،مشيرين كذلك إلى النتائج التي يمكن أن تترتب عن الوحدة المغاربية، كتكتل من شأنه القضاء على الفقر والإقصاء والتهميش،وتحقيق حلم الشعوب الخمسة في الاندماج. واعتبر الأستاذ الجامعي والباحث تاج الدين الحسيني ،الجانب الاقتصادي ركيزة أساسية لبناء المغرب العربي، انطلاقا من فتح الحدود بين المغرب والجزائر، مشيرا إلى أنهما الطرفان الأساسيان الذين يتعين عليهما تدارك مايخسرانه سنويا من مبالغ مالية طائلة، نتيجة إغلاق الحدود. وتابع قائلا:" علينا أن ندرك ، في نهاية المطاف، أن طريق الاندماج بين بلدان المغرب الكبير،طويل وشاق،"مضيفا أن ذلك يتطلب التضحيات الجسام من الجميع". ودعا حكام المنطقة "لكي يدركوا أن الربيع العربي غير موازين الأشياء، وساهم في بث روح جديدة للديمقراطية، وأعطى للشعوب الحق في ان تقول كلمتها"، مذكرا "أن إرادة الشعوب لاتقهر، وإرادة الشعوب المغاربية هي تحقيق الوحدة، وتكريس الاندماج، والمساهمة في بناء مستقبل تسوده الديمقراطية، ويوفر الرخاء والتنمية لمصلحة كل المواطنين في المنطقة". وشرعت إذاعة البحر الأبيض المتوسط (مدي1 راديو)٬ ابتداء من الساعة السادسة من مساء أمس الاثنين٬ في بث برنامج حواري جديد يحمل عنوان " سؤال الساعة" ٬ الذي يعده ويقدمه الصحفي إبراهيم الغربي، أحد قدماء العاملين في هذه الإذاعة التي تحظى بنسبة استماع مرتفعة في منطقة المغرب العربي. وخصصت الحلقة الأولى من هذا البرنامج لقضية الاندماج المغاربي ولإعادة فتح الحدود المغربية الجزائرية بمشاركة خبراء مغاربيين ساهموا في مناقشة هذا الموضوع، ملحين على دور الإعلام الموضوعي والنزيه في التقريب بين وجهات النظر، ومد جسور التفاهم بين دول المنطقة، بعيدا عن لغة الحملات وتبادل الاتهامات. وقال أحد المتدخلين، "إن الإعلام مثلما صنع الربيع الديمقراطي العربي، فهو قادر على أن يكون له دور حاسم في تقوية أسس الفضاء المغاربي، ومثلما أفضت سنة 2012 إلى ثورات وتحولات ديمقراطية، فلا بد أن تحمل لنا بشرى فتح الحدود في المستقبل القريب".