لماذا يفضل المغاربة التبني على التكفل هل لخوفهم من انقلاب الابن المتبني عليهم ، ومواجهتهم برفض واقع انه فقط طفل متبني وليس ابنا حقيقيا للأسرة، أم هي رغبة نفسية عند الأبوين في جعل الابن المتبني أو المكفول ابنا حقيقيا لهم حتى أمام أنفسهم وأمام المجتمع ، لمناقشة هذا الموضوع قانونيا ودينيا ونفسيا واجتماعيا التقينا مجموعة من الأساتذة الذين أكدوا جميعهم على أهمية مصارحة الطفل بحقيقة علاقته بالأسرة في سن معينة، وأيضا أساس رفض التبني في الدين والقانون المغربي ، وشروط التكفل والمسطرة المتبعة للحصول على كفالة طفل سواء بالنسبة للمغاربة او الاجانب من المسلمين ..وأيضا ضرورة توفر شرط الكفاية المادية والعاطفية عند الزوجين الراغبين في كفالة طفل يتيم .. السيدة (أم وفاء) 55 سنة تكفلت بابنتها وفاء هي وزوجها محمد من مؤسسة لالا مريم و ما جعلها تتكفل بها تقول لنا أم وفاء وجهها البشوش إذ بمجرد رؤيتها لي ارتمت بين أحضاني وجعلتني اشعر بإحساس الأمومة الذي حرمت منه بسبب عقم زوجي كانت الطفلة أية في الجمال وضحكتها البريئة تملأ كل أرجاء البيت وتستدرك قائلة: تكفلنا بطفلتنا وفاء ومند صغرها وأنا احمل هم إخبارها بحقيقة أمرها وخاصة سؤالها لنا من هم أهلي الحقيقين الدين لم نكن نعرف عنهم شيئا. كبرت وفاء وكانت متفوقة في دراستها والله يشهد علينا ( أنا وزوجي ) أعطيناها كل الحب والحنان وهي أيضا من جهتها ملئت حياتنا بهجة وسعادة. وحين بلغت 12سنة قررنا إبلاغها بالحقيقة لا ادري اهو هدوءها آم رجاحة عقلها أم أن أسلوبي البسيط معها وعدم كذبي عليها سهل الآمر.حقيقة أنها لم تكلمنا لمدة ثلاث أيام حين أخبرناها بأمرها و أغلقت باب غرفتها عليها .كنت أحس بحزنها وقتها. أيضا زوجي محمد كان لها نعم الأب ونعم المربي بعدها بعشر سنوات تقدم ابن أختي لطلب يدها وتزوجها ألان لدي حفيدة جميلة سمتها وفاء على اسمي . وتكمل أم وفاء حديثها قائلة: أريد أن أقول لكل إنسان حرمه الله من الأولاد ألا يحزن لذلك( من يدري ربما لو أنجبت ابنة من صلبي لم تكن لتبر بي مثلما تفعل وفاء )وألا يتردد ويتبنى طفلا أو طفلة فمثلما هناك أباء دون أبناء هناك أبناء بحاجة ماسة إلى أباء ولكن أهم شيء أن يحبوهم كثيرا ويربوهم تربية صالحة أساسها ديننا الحنيف. ليلى( 23 سنة طالبة بسنة رابعة حقوق )كان يوما خريفيا بالنسبة لها حين اخبرها أخوها الأصغر انه يحبها وكأنها أخته الحقيقية كانت حينها تدرس بالباكلوريا ضحكت للآمر وأجابته وهل أنا ابنة خالتك؟ أنا فعلا أختك فرد قائلا لا لست أختي ولكن والله العظيم احبك أكثر من أختي. صعقت ليلى للآمر وقالت له لم افهم ماذا تقصد؟حينها اخبرها انه سمع حديثا بين أباه وأمه وكانا يتناقشان في كيفية إخبارها بأنها ليست ابنتهما البيولوجية تكمل ليلى حديثها قائلة :.ذهبت مسرعة إليهما ومصرة على معرفة مدى صحة أقاويل أخي الأصغر فاخبرني والدي (المتكفل بي) بأنه كان يضن هو وأمي أن هذه الأخيرة عاقر فذهبا إلى مؤسسة خيرية واتيا بي من هناك بعدها بسنتين حملت أمي بأخي الأصغر. حين صدمت ليلى بالخبر سالت عن أبواها الحقيقيان ولكنها لم تجد جوابا فذهبت إلى مقر المؤسسة التي أخذاها منها أول مرة لكن للآسف لم يشفي احد غليلها. فما كان منها إلا أن أخذت ملابسها وأغراضها ورحلت إلى مدينة قريبة من بيت من تكفلوها . وتستدرك ليلى حديثها قائلة : كنت أحس بضيق شديد لم أحسه من قبل شعرت أن الحياة ظلمتني كثيرا كنت أريد الهروب إلى أي مكان لأنني أحسست حينها بالضياع لماذا أنا؟؟؟ ولماذا تركني والدي الحقيقيين؟؟؟ وأين هم ألان؟؟؟ فجأة بدأت أتذكر طفولتي وأول يوم دخلت فيه المدرسة وكم سهرت أمي التي ربتني بجانبي كي انجح وكم كان والدي الذي رباني عطوفا حنونا علي يحميني ويرعاني تذكرت الأيام التي كنت امرض فيها لم يتركاني لحظة حقا لم يقصرا في تربيتي ولا في رعايتي فأحسست بالحنين إليهما ولم أجد نفسي إلا عائدة إلى البيت لأقبل يد والدي واحضن أمي واطلب منهما السماح وطردت كل الهواجس والأسئلة المحيرة التي لم اجدلها جوابا صليت ركعتين شكرا لله. وإذا كنت قد حرمت من أبوي الحقيقتين فقد عوضني ربي بأطيب والدين . السيدة عائشة 30 سنة تخلت عن طفلها لسيدة فرنسية خوفا من الفضيحة تقول عائشة: جرح بقلبي يدمي واعرف أني ارتكبت خطا لن أسامح نفسي عليه حين ذهبت أنا و سيدة فرنسية كنت اشتغل عندها إلى عدلين وتنازلت لها عن طفلي الذي لم يتجاوز الشهر ثم رحلت السيدة إلى بلدها الأم بعد أن كانت مقيمة بالمغرب وها قد مرت خمس سنوات على رحيلها وأنا لا اعلم عن ابني شيئا فقد باعت بيتها ورحلت برفقة ابني . الذي دفع عائشة للتخلي عن فلذة كبدها علاقتها بعمر الذي حملت منه كانت تضنه سيتزوجها إذا هو علم بحملها ولكن للأسف بمجرد إخبارها له تبرى منها ومن طفلها.تضيف عائشة: كان لدي أخ قد يقتلني إذا علم بأمر حملي .فأخبرت أهلي أني سأذهب إلى مدينة أخرى للعمل وهذا ما كان وبمجرد ولادة طفلي تخليت عنه للسيدة التي كنت اعمل عندها ولم أكن اعلم أنها ستهاجر وتتركني ابكي دما. نصيحتي لكل فتاة ألا تنخدع بالكلام المعسول الذي يقوله لها الرجال فالذي يحبك هو من يتقدم للزواج منك وليس من يحبك في الخفاء وإلا سوف تدفع الثمن غاليا كما دفعته أنا ولازلت ادفعه. لمعرفة حكم التبني في الإسلام وإذا كان قد حرمه و لماذا حرم؟ وأيضا ما البديل عنه كان لقاء جريدة العلم مع الدكتور عبد المجيد محيب أستاذ بدار الحديث الحسنية وعضو المجلس العلمي بالرباط ا: التبني هو أن تلحق شخصا بنسبك وتدعوه ابنا لك ويأخذ اسمك العائلي وهدا محرم شرعا لقوله تعالى: وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ ذَلِكُمْ قَوْلُكُمْ بِأَفْوَاهِكُمْ وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ ادْعُوهُمْ لِآَبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آَبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ ( الأحزاب 4/5) ويضيف موضحا يمكن أن تكون الكفالة بديلا للتبني وهي تعني رعاية المهمل وتوفير الحاجيات الضرورية له مع الدعم النفسي والاجتماعي للمكفول وفي بعض الأحيان يخصص له جزءا من المال في إطار الوصية .أيضا أريد أن احذر من الأب الذي ينفي أبوته لابنه الحقيقي ولكن من الناحية الشرعية النسب لا يتغير وأيضا المرأة التي تنسب ابنها لغير أبيه فهدا ادعاء ومحرم شرعا وعن واجبات الأب والابن تجاه بعضهما يضيف الأستاذ محيب : واجبات الأب على ابنه أن يختار له الأم الصالحة لقوله تعالى في سورة البقرة ( نساؤكم حرث لكم الآية 62) وان يختار له الاسم اللائق و يهتم بكل شؤونه المادية (توفير الملبس الأكل..الخ ) أيضا المعنوية وهذا ما يغيب عن كثير من الناس وهدا و يسمى الدعم النفسي ثم أن يربيه تربية سليمة وفق ضوابط شرعية ثم الإسهام في تعليمه وتكوينه تكوين لائق على حسب استطاعته أيضا أن يتابعه خلال مسيرته. أما واجبات الابن تتمثل في بره بوالديه وخدمتهما كذلك الرعاية والدعم الاجتماعي والنفسي إذا كانا في حاجة إلى ذلك وان يكون بجوارهما بحالة المرض. نبينا عليه الصلاة والسلام لم يكن أبا لذكور.فالمشركين كانوا يلقبونه بالابثر .ولكنه كان قد تبنى زيد ابن حارثة هذا الأخير الذي كان له أهل مَعروفون، ومع هذا بَقِي (زيد بن محمد) حينما آثر المُقام مع النبي صلى الله عليه وسلم على الرجوع مع أهله وعشيرته. أَبطَل الإسلام هذا، أبطله بالقول، وأبطله بالفعل، أبطله بالقول بما مَرَّ من الآيات الكريمة من سورة الأحزاب، وبمفهوم قوله تعالى في المحرمات من النساء: (وحلائلُ أبنائِكمُ الذينَ مِن أصلابِكم...) (النساء: 23) فمفهومها أن الحلائل الأبناء المُدَّعَينَ أو المُتبنَّين لَسْنَ ممن حَرَّم الله زواجهن.. ثم أبطل الله تعالى ذلك بالفعل تأكيدًا للقول، وذلك حين كلف الله سبحانه رسوله صلى الله عيه وسلم أن يَتزوج مُطلقَة زيد: (زينب بنت جحش)، وكان هذا شديدًا على النبي صلى الله عليه وسلم : (... وتُخفي في نفسك ما اللهُ مُبْدِيهِ وتَخشَى الناسَ واللهُ أحقُّ أن تَخْشَاه) (الأحزاب:37 ) أيضا هناك بعض الأجانب يتبنون أطفال مغاربة وذلك بقصد تنصيرهم وهدا ما وقع لبعض الأشخاص الذي تبنى أول طفل وقام بإجراءات الكفالة المعمول بها ثم عاد ليتبنى طفلا جديدا وبعد بحث تبين أن ذلك الشخص قد غير اسم الطفل باسم مسيحي فتم منعه من التكفل بأي طفل مغربي . من باب سد الذريعة لا بد من منع الأجانب من كفالة مسلم مخافة تغير عقيدته وخاصة هناك جمعيات تقوم بعمليه الكفالة بالمناطق التي يسودها الفقر وهو الخطر الرئيسي الذي يهدد الأطفال المهملين . بعض الأسر المغربية يكون لديها أبناء وبرغم دلك تلتجئ لكفالة طفل بإبعاد اجتماعية إنسانية محضة أما الأسر التي تكفل الطفل بسبب العقم وهدا ينتج عن الحاجة وتلك الحاجة ترتبط بمقاصد الكفيل . في حالة اشتراط الكفيل مواصفات في الطفل المكفول فهذا مخالف للمقاصد الشرعية كلما كان هناك نقص كل ما كان أجره مضاعف . وعليه فإن مسئوليات الكفالة في الإسلام هي كل مسئوليات وواجبات التبني عدا ما منعه الإسلام من تغيير الأنساب وما يترتب على ذلك من الآثار. وليس كل شخص يمكنه تكفل طفل مهمل بل هذه الأخيرة تتم بشروط يجب توفرها في الكافل يقول الاستاذ محمد بن عبد السلام فرشادو رئيس قسم قضاء الأسرة بالرباط وقاضي التوثيق وشؤون القاصرين في تصريح للعلم: كان الناس في الجاهلية يتبنون الأطفال وينسبونهم إليهم .فيجردونهم من أصولهم ، وحين أتى الإسلام فرض على المسلمين نسب الأولاد إلى الآباء الحقيقيين. يقول سبحانه وتعالى"ادْعُوهُمْ لِآَبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آَبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ ( الأحزاب /5) والواجب هوالإحسان إلى الطفل المكفول ومراعاة مصالحه حيث جعل النبي صلى الله عليه وسلم كافل اليتيم معه في الجنة وذلك بقوله : « أَنَا وَكَافِلُ الْيَتِيمِ كَهَاتَيْنِ فِي الْجَنَّةِ » وَأَشَارَ بِالسَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى . رواه البخاري . حينها تحولت كلمة تبني إلى كفالة، يقول الاستاذ فرشادو فمن حق الطفل علينا محافظتنا على أصوله وهذا ما حثت عليه منظمة حقوق الإنسان، والمغرب هو الدولة الوحيدة التي استطاعت أن تصر على كلمة كفالة والتي صادقت عليها المنظمة الدولية ماعدا فرنسا وايطاليا. ومن الأخطاء المرتكبة آن بعضهم لازال مصرا على تبني الأطفال وتسجيلهم بالحالة المدنية إلا آن هذا لا يثبت النسب ويمكن الطعن فيه،وهناك نوعان من الكفالة:الكفالة العادية وكفالة الطفل المهمل.. الكفالة العادية:أي امرأة أو زوجين يمكنهم آن يسلموا طفلهم لأسرة تكفله. والكفالة تشمل كل الحقوق من أكل وشرب وتطبيب وتربية حسنة وهذه العملية تتم باشهاد عدلين . كفالة الطفل المهمل : ينظمها الظهير 13 يونيو 2002 الفصل الأول وإذا أردنا إعطاء تعريف للطفل المهمل نقول انه من كان مجهول الأبوين آو المتخلى عنه وهذا الأخير لا تثبت فيه هذه الصفة إلا بعد صدور الدعوة بأنه طفل مهمل والنيابة العامة هي من تصدر هذا الحكم. أيضا الأطفال المتخلى عنهم في الشارع وهي من تقوم بإيداعهم بمؤسسة أطفال آو تسليمه إلى الأسرة التي وجدته وهذا ما يسمى التسليم الأولي المؤقت وحين يتم ذلك يجب على الأسرة الكافلة تقديم طلب إلى قسم شؤون القاصرين بقضاء الأسرة بكفالة الطفل المسلم من النيابة العامة آو يتم التسليم من إحدى المؤسسات الخاصة بالأطفال وهذا يحق لكل امرأة او زوجين مغربيين آو أجانب مسلمين . أيضا هناك جهات ترفض تسليم طفل مغربي لأجانب وذلك خوفا من تنصيرهم وحفاظا على الطفل المغربي من السياحة الجنسية للأطفال آو بيع الأعضاء وهذه الوضعية لن تصحح إلا بتغير الظهير السابق ذكره و هذه فرصة لتشجيع المغاربة على التكفل .. و للحصول على الكفالة المطلقة يلزم المتكفل تحضير وثائق تتمثل في السجل العدلي وشهادة العمل عقد الازدياد شواهد طبية وصورا شمسية وحينها يفتح الملف وقبل بدءا الإجراءات الخاصة بالكفالة يفتح القاضي حوارا مع طالب الكفالة عن الوضعية الاجتماعية والمادية وهل هناك استعداد نفسي كي تكون عند القاضي قناعة بجدية طالب الكفالة للطفل المهمل، وحين يتأكد من كل ذلك يتم إرسال طلب لمؤسسة لالا مريم لتعيين طفل للأسرة حسب الموجود ثم يتم الكتابة للنيابة العامة والسلطات المحلية ووزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية وأحيانا للوزارة المكلفة بشؤون الأطفال او أي جهة يرى القاضي أنها تفيده في اختيار القرار المناسب من جملتها البحث الاجتماعي التي تقوم به مؤسسة لالا مريم . وبعد استجماع كل هذه الأبحاث والتقارير وإذا كانت كلها لصالح طالب الكفالة حينها يسمح بتكفل الطفل وبعد تنبيه الكفيلين بإقامة أشهاد بتنزيل الطفل منزلة الابن والإدلاء بتقرير سنوي مفصل عن وضعية الطفل . أما المتكفلين الأجانب فعليهما تسجيل الطفل في السفارة المغربية لبلدهما الأم على انه مغربي الجنسية أيضا عليهما إخبار المحكمة بأي تغيير في حياته المدنية ( تغيير عنوان او غير ذلك ) إما عن طريق النيابة آو المساعدة الاجتماعية آو السفارة ثم يجب الإشارة إلى آن الكفالة تستمر إلى غاية بلوغ الطفل 18اذا كان ذكرا و 25 إذا كان يتابع دراسته وبالنسبة للفتاة تستمر إلى حين زواجها او القدرة على الكسب وبالنسبة للأجانب ننبههم إلى ضرورة الحفاظ على الهوية الإسلامية . هناك بعض الحالات يطلب الكفيل التخلي عن الطفل نظرا لظروف خاصة بشرط ألا تمس شعور الطفل وخطورة هذا التراجع هي في حرمان الطفل من أسرة تعود عليها ومن دفء اسري خاصة بالنسبة للأطفال أكثر من خمس سنوات والخطورة الثانية هي إصابة بعض الأطفال بخلل عقلي وتكون الصعوبة حتى في استقبالهم من طرف مؤسسات خيرية تناسب سنهم . في بعض الأحيان يمكن للأبوين الحقيقيين طلب استرجاع طفلهما وهذا طلب غير مطلق وطبعا بعد التحقق من النسب وبعد التأكد من ان الوسط الذي يعيش فيه الأبوان الحقيقيان ومقارنتهما بوسط الكفيل يتم اختيار احدهما معتمدين على مصلحة الطفل .هناك بعض الأمهات من تريد فقط معرفة الوسط الذي يعيش فيه ابنها كي تطمئن عليه وقد مرت علي حالة مشابهة امرأة علمت آن ابنها تكفلته عائلة مغربية ( الأب مغربي والأم اسبانية ) وحين وجدت ابنها يعيش حياة سعيدة مع الأسرة الكفيلة تراجعت عن الطلب . أريد الإشارة إلى نقطة أخيرة وهي آن بعض الأسر المغربية تتهرب من الطفل المعاق وتفضل الطفل السليم بعكس الأجانب الذين يتكفلون بالطفل المعاق ويشرفون على تربيته وعلاجه . أما بالنسبة إلينا كجهة قضائية مسؤولة عن مصير الطفل ومصلحته فلا يوجد عندنا تمييز بين هذا وذاك. الاثنين نفس الشيء ولا فرق بينهم . من بين الجمعيات التي تهتم بالطفل المهمل أو ذاك الذي يعيش وضعية مزرية 'دار الأطفال العكاري ' وهذه الأخيرة تعتبر يدا تحنو على كل طفل مهمل بحاجة لرعاية فقدها من أهله وذويه . تقول رشيدة صامت وهي مساعدة اجتماعية : دار الأطفال العكاري هي مؤسسة اجتماعية كان تأسيسها سنة 1927 مهمتها الأساسية الاهتمام بالأطفال المتخلى عنهم سواء كانت أمهاتهم عازبات أو أولئك الذين يأتون عن طريق مؤسسة لآلا مريم, الشرطة القضائية أو عن طريق وكيل الملك حتى الذين يعانون من وضعية صعبة وأهلهم ليسوا قادرين على تحمل مسؤوليتهم .كل هؤلاء المؤسسة تستقبلهم ولكن قبل ذلك يكون هناك بحث اجتماعي تقوم به المؤسسة على ضوئه يتم تحديد هل يجب إيواؤه بالمؤسسة أم لا وحين نتأكد من ضرورة إيوائه بمؤسستنا يتم ذلك ولكن في إطار الأماكن المسموح بها . تستقبل المؤسسة 250 طفل كعدد إجمالي وعمرهم ما بين 5 و 22 سنة هدف مؤسستنا هو إدماج الطفل في المجتمع المغربي ومواكبته وتتبعه حتى بعد حصوله على الباكلوريا . مؤسستنا تعاني من مشكل وحيد هو نقص في المساعدات المادية إلا من التعاون الوطني والولاية وهذان الأخيران نحن نعمل بشراكة معهما . أيضا يتم تمدرس الأطفال داخل مؤسسة المسيرة الخضراء وهدفنا الأول والأخير هو خلق مواطن مغربي صالح يفيد مجتمعه برغم وضعيته الصعبة التي يعاني منها والداه أو برغم وجوده في هذه الحياة وتخليهما عنه . بالنسبة للطفل المهمل إذا تم إيجاد الأب البيولوجي يتم الجمع بينهما ولكن بشرط موافقة وكيل الملك . مؤسستنا ليس بها أطفال معاقون إلا حالة واحدة وهو طفل مهمل تم إرساله لنا من مؤسسة لالا مريم. وللتقرب أكثر من سيكولوجية الطفل المكفول وكيف علينا إخباره بأنه ليس ابننا الحقيقي اتصلنا بالدكتور محمد فؤاد بنشقرون وهو أستاذ سابق في المستشفى الجامعي بالرباط وهو طبيب ومحلل نفسي الذي قال :نحن في المجتمعات الإسلامية لدينا تراث أخلاقي وديني يجعل لدينا رغبة في احتواء الأطفال الذين ليس لهم من يهتم بهم وحسن رعايتهم حيث يقول رسولنا الكريم (خير بيوت المسلمين بيت فيه يتيم يكرم ) التبني ليس معرفا عندنا كدولة إسلامية كل ما نعرفه هو الكفالة والتي تعني أن يقوم شخص راشد أو أسرة برعاية طفل دون أن يحمل الطفل اسم الشخص أو اسم الأسرة. قديما حين نتكفل بطفل لم نكن نعطيه اسمنا لكن بمجرد دخوله المدرسة يبدأ في التساؤل لماذا اسمي ليس كاسم والدي وباقي الأطفال لهم نفس الاسم؟ أما ألان فكثير من الأسر تعطي الطفل اسم الكافل ولا يعرف الطفل انه مكفول إلا عند كبره أو من احد الأقارب أو الجيران. من أهم المشاكل التي تتعرض لها المؤسسات التي تهتم بالطفل المهمل أن بعض الأشخاص يرجعون الطفل المكفول. قانونيا يمكن إرجاعه لكن حين نسال هذه الأسرة عن السبب تكون الإجابة" أنا أعلته لمدة أربع سنوات وأكثر... أكل وشرب وملبس يكفي ذلك لم اعد قادرا على كل هذا ... " لكن نسوا إحساس هذا الطفل .الذي يكون قد تعود على الجو الأسري . علينا إخبار الطفل بأقرب وقت انه ليس ابننا الحقيقي مثلا قبل المدونة الجديدة كان الولد يعرف بسن مبكرة أما إذا كان عنده نفس الاسم فهو لا يعرف إلا من محيطه (جيرانه أو أقربائه )فقط يجب ألا نكذب على الطفل لأنه غالبا سيسال لماذا أهلي تخلوا عني؟ لمادا اتوا بي إلى هذه الحياة؟.. المهم بين الطفل والأسرة هو علاقة الحب إذ يجب إخباره بذلك قبل سن السابعة و إفهامه انه ليس ابننا البيولوجي بكلمات بسيطة وهذا له تأثير على نفسية الطفل إذا علم من الخارج. أتذكر احد الأشخاص الذي تبنى طفلا ليأتي ليخبرني قائلا : يظهر للجميع انه ليس ابني سألته كيف ذلك؟ رد قائلا :انه ليس ذكيا مثلي. الأفضل بالنسبة للطفل والمهم هو الحب والعطف والحنان وليس فقط الأكل والشرب والملبس . ومن بين الحالات التي وردت علي إحدى الأسر تكفلت بطفل نظرا لعقم الزوج بعدها استطاعت هذه الأسرة أن تنجب طفلها . شكل الابن البيولوجي(أشقر) جعل الأسرة تريد إرجاع الطفل المتكفل به ( الأسمر ). وحسب تجاربي في هدا المجال الرجل تكون لديه رغبة كبيرة في تكفل طفل أكثر من المرأة إذ غالبا يكون هو سبب في عدم الإنجاب وينهي الدكتور بنشقرون تصريحه قائلا :على كل شخصين يريدان التكفل بطفل أن يعلما أن هذا ليس امرأ سهلا و يجب أن يكون هناك اتفاق بينهما واستعداد تام لاستقبال طفل هما ليسا أبويه الحقيقيين وعليهما معاملته كابن لهما أيضا يجب أن يكون لديهما كفاية مادية وعاطفية تسمح لهما بكفالة طفل .