الجزائر "مغارب كم": ابراهيم عطار توفي اليوم الفريق محمد العماري قائد أركان الجيش الجزائري، قبل سنة 2004 ،بولاية بسكرة في الجنوب الجزائري شرق البلاد. وكان الفقيد أبرز وجوه المؤسسة العسكرية قبل أن يحال الى التقاعد برتبة فريق اثر خلافه مع الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في سباق الانتخابات الرئاسية لسنة 2004 ، حيث وقف هذا الأخير في صف رئيس الحكومة الأسبق علي بن فليس. وولد الفريق محمد العماري في 7 جوان 1939 بالجزائر، وتنحدر أسرته تنحدر من بن عزيز في ولاية بسكرة خريج الأكاديمية العسكرية في الإتحاد السوفياتي، وقد تولى قيادة أركان ناحية بين العامين 1970 – 1976، ثم عمل في مكتب عمليات قيادة الجيش حتى سنة 1988، ثم عين قائد الناحية العسكرية الخامسة حتى العام 1989 وبعدها قائد القوات البرية حتى نهاية عام 1992، وعين قائدا للقوات الخاصة ثم قائد أركان الجيش الوطني الشعبي منذ جويلية 1993 ، يقول المقربون منه إنه كان صمام الأمان داخل المؤسسة العسكرية لكونه شخصية محترمة ومتميزة أثبتت الكفاءة والالتزام في إدارة شؤون الجيش، وهو كان بذلك القائد الوحيد الذي تجمعت فيه سلطة القرار في قيادة المؤسسة العسكرية. يمثل الجنرال محمد العماري المستقيل من رئاسة أركان الجيش الجزائري، بالنسبة للمتتبعين فترتين متناقضتين إلى حد ما، في سيرة المؤسسة العسكرية وعلاقتها بالسياسة. فهو يجسد من ناحية عودة قوية للعسكر في صناعة الحدث السياسي وسطوهم على صلاحيات يخولها الدستور لرئيس الدولة ورئيس الوزراء. ويعكس من ناحية أخرى، رغبة ملحة من القيادة العسكرية العليا في تخلص الجيش من صفة صانع رؤساء الجزائر والتي ظلت لصيقة به حتى قبل أن تسترجع الجزائر استقلالها عام 1962، حيث كان الصراع محتدما بين قادة الثورة، حول ما عرف آنذاك بأولوية الرجل العسكري (الثوري) على الرجل السياسي. وكان محمد العماري إلى غاية الإعلان عن استقالته، واحدا من ثلاثة ينعتهم الجميع في الجزائر، بصانعي القرار السياسي. والاثنان الآخران، هما الجنرال محمد مدين المدعو توفيق قائد جهاز الاستخبارات العسكرية، وإسماعيل العماري مسؤول الاستخبارات. والجنرالات الثلاثة كانوا في قلب الأحداث التي عاشتها الجزائر، منذ توقيف الانتخابات مطلع 1992 ، هذا وقد يوارى جثمان الفقيد اليوم بالعاصمة الجزائر .