صدرت عن دار الأمان بالرباط، الطبعة الجديدة والمنقحة لكتاب الدكتور عبد الكبير العلوي المدغري بعنوان "الحكومة الملتحية"، وهو عبارة عن دراسة مستقبلية، استأثرت بالكثير من الاهتمام في الآونة الأخيرة، بعد نفاذ أعداد طبعتها الأولى، التي صدرت في العام 2006. وقال الدكتور المدغري في معرض حديثة عن تطورات الساحة السياسية بعد فوز حزب العدالة والتنمية في الانتخابات الأخيرة وتشكيله للحكومة، إن المواطنين صوتوا على حزب العدالة والتنمية "ليقدم البديل في برنامجه، ولم يصوتوا عليه ليتشبه بالأحزاب القائمة". وأضاف: "وصوتوا عليه ليتمكن من تشكيل حكومة تبرهن على قدرة النظام الإسلامي على إحداث التغيير، وتحقيق الإصلاح، وإنجاز النهضة الشاملة في جميع المجالات الاجتماعية، والثقافية، والاقتصادية، والمالية. بما يتضمنه ذلك النظام من قواعد ومبادئ وشروط وآليات وتقنيات، وبما يحدثه في الإنسان من تغيير، وتفجير لطاقة الخلق والإبداع فيه". وقال المدغري في فقرات من الفصل الجديد من الكتاب: "وصوت المواطنون على حزب العدالة والتنمية ليضيف قيمة جديدة، ويغير المشهد السياسي المقرف الذي يئس المواطنون من بؤسه. ونحن نؤمن بأن النظام الملكي في المغرب قادر على استيعاب هذا التغيير، وأن الديمقراطية الراسخة في الملكية الدستورية كفيلة بتمكينهم من مقاليد حكومة تناوب إسلامية، شريطة الوضوح في المواقف، واحترام شروط النظام الديمقراطي، والإخلاص في بناء مجتمع حديث، متقدم، سمح، تتعايش فيه الثقافات، والحضارات، والتوجهات السياسية المختلفة في فضاء التعددية والمواطنة التي لا تعرف التمييز ولا الإقصاء". وقال أيضا: "ما زال الأمل يحدونا في شباب الحزب، وهم والحمد لله من خيرة الشباب إيمانا وإخلاصا وثقافة ونباهة ووطنية، لنراهم وقد جددوا ثقتهم بنصر الله وعونه وتوفيقه لمن والاه، وشمروا عن ساعد الجد، واستخدموا العقل، واستعانوا بالعلم وتجارب الأمم الناجحة، واستلهموا من كتاب الله وسنة رسوله وتاريخ الإسلام وحضارته ما يعينهم على بلورة برنامج حقيقي، لتعبئة العباد في إصلاح البلاد وازدهارها ورقيها وعزتها وكرامتها، وكل ذلك في إطار المؤسسات الشرعية، والدستور، والملكية الدستورية، وبدون عنف ولا تشدد ولا إقصاء ولا احتكار للدين، ويومئذ تستحق الحكومة الملتحية أن تسود، وتستحق لحيتها أن تكون لحية محترمة بكل ما في الكلمة من معنى. لأنها حينئذ ستتحول إلى حكومة إسلامية، تسهر على تنفيذ برنامج الإسلام، ولا تكتفي بالمظهر الإسلامي وبرنامج الشعارات!!". كما صدرت عن نفس الدار رواية جديدة للدكتور العلوي المدغري بعنوان "في مرآتنا عام آخر"، خصص عائدها لفائدة مشروع كفالة اليتيم المقدسي، الذي ترعاه وكالة بيت مال القدس الشريف. وتأتي هذه الرواية الجديدة لتتوج مسارا أدبيا متميزا للمؤلف، ظهرت أولى بوادره مع رواية "ثورة زنو"، التي صدرت عام 2004 ولاقت اهتماما ملفتا من قبل الدارسين والنقاد. يذكر أن للمؤلف أعمال فكرية وأدبية أخرى ومنها: - الفقيه أبو علي اليوسي نموذج من الفكر المغربي في فجر الدولة العلوية. - الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم لأبي بكر بن العربي المعافري : دراسة وتحقيق . - المرأة بين أحكام الفقه والدعوة إلى التغيير. - ظل الله : كتاب تطبيق قواعد علم مصطلح الحديث على حديث "السلطان ظل الله في الأرض" فضلا عن عدد من المحاضرات مطبوعة ومترجمة إلى اللغتين الفرنسية والإنجليزية.