يثير موضوع تأخير التصريح بالبرنامج الحكومي مزيدا من الترقب وسط الطبقة السياسية والإعلامية بالمغرب، بعد مرور أكثر من أسبوعين على تعيين الحكومة، من دون أن يتم تقديمه للرأي العام. ويتجلى ذلك بالخصوص في عدد من التصريحات والتعاليق والآراء المعبر عنها على أعمدة الصحف المغربية، الصادرة اليوم، والتي أولت الملف عناية خاصة، نظرا لأهميته وارتباطه بصيرورة العمل السياسي، وما ينتظره المواطنون المغاربة من الحكومة الجديدة من تجاوب مع تطلعاتهم، واكباب على حل مشاكلهم. وكان عبد الإله ابن كيران، رئيس الحكومة، والأمين العام لحزب العدالة والتنمية ، كان قد بعث برسالة اطمئنان حين صرح مؤخرا، "إن البرنامج الحكومي جاهز تقريبا". وقال مخاطبا أعضاء فريقه بمجلس النواب: "لا تصدقوا ما يروج من إشاعات بخصوص وقوع خلافات بين مكونات الأغلبية"، واستطرد متسائلا "وإذا وقع خلاف ما العيب في ذلك؟"، قبل أن يؤكد أنه "لا وجود خلاف بيننا وبين الحلفاء في الحكومة على البرنامج"، وكأنه بذلك يفند الإشاعات الرائجة بقوة في هذا المجال. وفي هذا السياق، تطرقت يومية " العلم"، لسان حزب الاستقلال، في عددها لنهار اليوم، في مقال رئيسي بعنوان"مشروع البرنامج الحكومي جاهز..وماذا بعد؟"،أعلنت فيه استنادا ل"مصادر وثيقة الاطلاع"،أن "طريقة عرض البرنامج الحكومي على أنظار البرلمان لاتزال محل تباين واختلاف، ففي حين يرى البعض تقديم النص الكامل للمشروع في عرض يقدمه رئيس الحكومة المعين بما يتطلب ذلك من وقت وكاف، بيد أن بعضا اخر يقترح عرض ملخص مستفيض من المشروع مع توزيع النص الكامل منه على البرلمانيين من نواب ومستشارين." إلى ذلك،انتقد عبد الله البقالي،رئيس تحرير نفس الجريدة، في ركنه اليومي " حديث اليوم"،ماأسماه ب" تدبير الزمن السياسي"،مشددا على انه لحد الآن لم يكن بالشكل الفعال،معتبرا أن " هناك هدرا للزمن السياسي يسائل الحكومة الجديدة"، متمنيا " أن لايكون ذلك فألا سيء الذكر،" على حد تعبيره. وأعلنت يومية " المساء" من جهتها، استنادا لمصدر حزبي وصفته ب" المطلع"، ان زعماء الأغلبية الحكومية سيعقدون خلال الساعات القادمة،لقاء للتداول في الصيغة النهائية للبرنامج الحكومي المزمع تقديمه أمام البرلمان لنيل ثقة مجلس النواب، وإلقاء نظرة أخيرة عليها،" حسب تعبير المصدر قبل عرضه على أنظار المجلس الحكومي للمصادقة عليه. وبدورها أكدت يومية " الأحداث المغربية"، أن البرنامج الحكومي في طريقه إلى البرلمان هذا الأسبوع،وأن الأغلبية الحكومية تعقد اليوم الاثنين اجتماعا لمناقشة الصيغة النهائية للبرنامج قبل عرضه على المجلس الحكومي ثم مجلس الوزراء قبل تقديمه أمام البرلمان. واستبعدت يومية " اخبار اليوم" ان يقدم عبد الإله بنكيران،نص التصريح الحكومي، إلى المجلس الوزاري، للمصادقة عليه،قبل عرضه على البرلمان، وذلك عكس ماسبق ان صرح به من أنه سيقدم التصريح امام المجلس الوزاري،بعد ان تبين، حسب نفس اليومية،أن الدستور الجديد لاينص على عرض التصريح الحكومي أمام المجلس الوزاري. وخصصت يومية " الصباح" ملفا خاصا بالموضوع، تحت عنوان "جدل حول تأخر التصريح الحكومي"، استضافت فيه قياديين من الأغلبية والمعارضة، ومحللين سياسيين،أوضحت في تقديمه، أنه "في الوقت الذي أكدت بعض الأراء وجود ارتباك في أجندة الحكومة،يعكسه تأجيل تقديم البرنامج الحكومي، ذهبت مواقف اخرى، إلى انه لاوجود لأي ارتباكظن وأن البرنامج الحكومي جاهز منذ فترة، وأن عدم تقديمه في المجلس الحكومي الأخير، لايعود إلى خلافات بين مكونات الحكومة، كما روجت بعض الأطراف لذلك." ووفقا ليومية " التجديد" المقربة من حزب العدالة والتنمية"، فإن مصدرا حكوميا يتوقع المصادقة على البرنامج الحكومي غدا الثلاثاء، بعد أن توصلت رئاسة الحكومة بالتعديلات المقترحة من قبل الوزراء". وهي تقريبا نفس الخلاصة التي ذهبت إليها منابر ومواقع اليكترونية اخرى.