بنغازي مبعوثة "وات": ضحى طليق توجت الزيارة التي أداها اليوم الأربعاء إلى بنغازي الوزير الأول في الحكومة الانتقالية الباجي قائد السبسي بصدور بيان مشترك تونسي ليبي أكد فيه الجانبان العزم على رفع كل القيود والعراقيل التي تعيق التواصل والتقارب بين الشعبين والعمل على منح مواطني البلدين الحريات الأربعة في مجالات التنقل والإقامة والعمل والتملك وذلك على قاعدة المساواة. كما تم التأكيد بمناسبة هذه الزيارة التي تأتي تلبية للدعوة التي وجهها رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل إلى الوزير الأول، الإرادة التي تحدو قيادتي البلدين في هذه "المرحلة التاريخية الحاسمة" في توجيه كل الجهود نحو توثيق أواصر الإخاء والتضامن بين الشعبين التونسي والليبي وخدمة مصالحهما المشتركة والتأسيس لعلاقات مستقبلية مزدهرة قائمة على التعاون والتكامل والشراكة في إطار من المصداقية والشفافية. وقد حل قبيل ظهر اليوم الأربعاء بمطار "بنينا" ببنغازي الوزير الأول الباجي قائد السبسي في زيارة أخوة وتضامن على رأس وفد وزاري رفيع المستوى ل"تهنئة الشعب الليبي بانتصار ثورته المظفرة واسترجاع حريته وكرامته". وتخللت الزيارة جولتا مباحثات بين الوزير الأول في الحكومة الانتقالية ورئيس المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا وجلسة عمل موسعة بين وفدي البلدين، عقبتها ندوة صحفية. وأثنى مصطفي عبد الجليل على الدعم الكبير الذي قدمته تونس حكومة وشعبا للشعب الليبي وللاجئين والنازحين من شتى الجنسيات خلال الظروف الصعبة التي مرت بها ليبيا بما يترجم متانة النسيج الاجتماعي المشترك وأواصر الأخوة بين البلدين. وشدد الباجي قائد السبسي من ناحيته على عدالة قضية الشعب الليبي موضحا ان ما قامت به تونس خلال المحنة التي مر بها "هو من قبيل الواجب نحو الأشقاء". وأكد ان هذا التضامن والتآزر سيستمر بين الجانبين بما يعزز نجاح الثورتين معربا عن الأمل في ان يكون مستقبل البلدين متماشيا مع طموحات وانتظارات الشعبين التونسي والليبي. وتوجه بالدعوة إلى رئيس المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا لزيارة تونس لمواصلة الحوار "المثمر" بين الطرفين. وأبرز الجانبان خلال جلسة العمل الموسعة أهمية توظيف كل الجهود ومضاعفة العمل والتنسيق من أجل بعث مشاريع للتعاون والتبادل والشراكة في شتى المجالات على قاعدة المصلحة المشتركة وتبادل المنافع في سبيل تعزيز التلاحم والتكامل بين الشعبين الشقيقين. واتفق الجانبان على ضرورة ايلاء عناية خاصة في هذه المرحلة للقطاعات ذات الأهمية الحيوية لاسيما التربوية والصحية والاقتصادية والتجارية والتشغيل والتعاون الأمني. كما أكدا أهمية العمل على تهيئة الظروف الملائمة للقطاعين العمومي والخاص وسائر مكونات المجتمع المدني للمشاركة بكثافة وفاعلية في بناء العلاقات المستقبلية المنشودة بين البلدين بما يتيح المجال لانشاء فضاء اقتصادي متكامل هدفه الأسمى الرخاء وتعزيز أركان الأمن والاستقرار والنماء للشعبين. واتفق الجانبان كذلك على انشاء فرق عمل وزارية ثنائية في جميع مجالات التعاون مع تشريك أصحاب الاعمال والمستثمرين في البلدين على وضع خطة عمل للتعاون على المديين القصير والبعيد والآليات المناسبة لتنفيذها. وتمحورت أسئلة الإعلاميين خلال الندوة الصحفية حول الأمن في المناطق الحدودية وأفاق تكثيف المبادلات الاقتصادية والتجارية بين البلدين. وفي رده على سؤال حول الطلب الذي توجهت به السلطات الليبية لتونس من اجل تسليمها الوزير الأول السابق في عهد القذافي البغدادي المحمودي، قال عبد الجليل ان هذه المسالة سيتم التعامل معها على اساس الاتفاقية ذات الصلة المبرمة بين البلدين. ورافق الوزير الأول في هذه الزيارة، وزراء الدفاع والتربية والتكوين والتشغيل والصحة والوزير المعتمد لدى الوزير الأول وكاتب الدولة للخارجية المكلف بالشوءون المغاربية ورئيسة الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية. وأدى الوزير الأول والوفد المرافق له زيارة الى معرض /جرائم الطاغية/ بنهج جمال عبد الناصر ببنغازي وتجول بين مختلف أجنحته التي تضمنت أعمالا فنية من لوحات مائية وزيتية وكاريكاتورية وفوتوغرافية ومجسمات انجزها فنانون ليبيون ومواطنون عاديون صوروا من خلالها المحطات الأليمة التي مر بها الشعب الليبي خلال حكم القذافي. كما تضمن المعرض صورا لعدد من الشهداء والمفقودين.