كشفت الحفريات وأعمال التنقيب الجارية التي يقوم بها المنقبون الإسبان عن الآثار، منذ 2001 في مدينة سبتة المغربية المحتلة، أن سكانها كانوا قبل 250 ألف سنة،مولعين بصيد المحار. وتتوالى الكشوفات المثيرة في كهف ، يقع بمحاذاة الأراضي المغربية، تم العثور فيه على مخلفات ذات قيمة أثرية بالغة، تدل على نمط عيش وحضارة البشر الذين استوطنوا تلك المنطقة، كما تشير إلى اتصالاتهم بالمناطق الأخرى فيما وراء حوض مضيق جبل طارق. وتحول الكهف المكتشف ، إلى مقصد لعلماء الآثار من جامعات ومراكز البحث في إقليم الأندلس، التي رصدت ميزانية لتمويل أعمال التنقيب في المواقع الأثرية الجديدة بغية الاستفادة العلمية من المكتشفات وتحويلها في الأجل المنظور إلى مزارات سياحية ، بينما تلزم السلطات المغربية الصمت المطبق حيال الموضوع ، منذ سنوات، سيما وأن المواقع الأثرية تقع على الشريط الحدودي المصطنع ولم تشعر منظمة اليونسكو ، بهذا الخصوص. وفي هذا السياق ، أوردت وكالة إيفي، إلإسبانية تصريحات لعالم اثار من جامعة قادس بإقليم الأندلس ،أكد فيها إن الموقع المكتشف ذو قيمة أركيولوجية بالغة ،وفوائد علمية جيولوجية غنية ، كفيلة بالكشف عن حقائق كثيرة، بجميع المعاني، بينها سجل الثروة السمكية التي كانت موجودة بالمنطقة منذ القدم. وأضاف عالم الآثار الإسباني ، أن أهمية الموقع المكتشف تأتي من وجوده على أبواب أوروبا ، وكونه يتضمن معلومات عن مجتمعات الصيادين والمزارعين الذين استوطنوا ضفتي مضيق جبل طارق على الواجهتين الأطلسية والمتوسطية، مبرزا أن الموقع سيكون له "مستقبل" واعد . إلى ذلك ،يركز العلماء المختصون في الآثار ، حاليا جهودهم العلمية لمعرفة نوعية الكائنات البشرية التي وجدت هناك ، والتحقق من فرضية انتقالها إلى القارة الأوروبية والتواصل معها ، في مقابل الافتراضات القائلة بأن الوصول إلى القارة العجوز، تم عن طريق آسيا وليس عبر افريقيا ، على الرغم من أن المكتشفات الأثرية التي تم العثور عليها تشير إلى وجود بشر ، لكن الإشارات إلى أوروبا القديمة ضعيفة على مستوى نتائج البحث العلمي المتوفرة حاليا ، ما شجع الباحثين في الآثار على الاستمرار في التنقيب والتحري في شهر أكتوبر المقبل وشعورا من السلطات المحلية في مدينة سبتةالمحتلة بأهمية الثروة الأثرية المكتشفة ، بادرت إلى تنظيم عدة زيارات للموقع الذي يوجد على مقربة من مقلع أحجار ، قصد الإطلاع والتأكد من قيمة ما يحتوي عليه من مؤشرات ودلائل على حضارة بادت. يذكر أنه تم العثور قبل سنوات ، على منشآت تعود إلى فترات الوجود الإسلامي في مدينة سبتة ، من العصر المرابطي، بينها حمام تقليدي ، عثر عليه أثناء حفر أساسات لتشييد عمارة سكنية حديثة في قلب المدينة.