دعا الشيخ علي الصلابي، احد القادة الإسلاميين النافذين في ليبيا، الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي اليوم الاثنين الى "احترام خيارات الليبيين" في تحديد شخصية رئيس الحكومة المقبلة. وقال الصلابي في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس من مقر إقامته في قطر "بقدر ما نحن ممتنون لدور فرنسا المساند لثورتنا، إلا أننا نتمنى من ساركوزي ألا ينحاز الى شخص على حساب الآخر في ليبيا وان يحترم خيارات الليبيين". وأضاف "نطالبه بالا يغلب كفة شخصية ليبية على أخرى لمجرد ان هذه الشخصية قدمت نفسها على أنها ليبرالية". وتابع الزعيم الإسلامي الذي يحظى بتأييد قطر واضطلع بدور مهم في تمويل المقاتلين المعارضين لمعمر القذافي وتسليحهم "نطلب ان يكون رئيس الحكومة المقبلة شخصية تحظى بإجماع وطني غير متهمة بالفساد والمحاباة ولا بالإقصاء". وكان الصلابي الذي يدعم رئيس المجلس العسكري لطرابلس عبد الحكيم بلحاج هاجم بشدة في وقت سابق محمود جبريل الرجل الثاني في المجلس الوطني الانتقالي الليبي واحد قادة التيار الليبرالي، واتهمه بالعمل على بناء أسس دولة "استبدادية". وذهب الشيخ الصلابي الى حد اتهام جبريل ب "سرقة الثورة"، قائلا "لن نسمح بعهد قذافي جديد ولا نسمح لجبريل ان يقود البلاد ثمانية أشهر قادمة لأنه سيتمكن هو وأقاربه من مفاصل الدولة". وكان جبريل أعلن عن مشاورات لتشكيل حكومة وحدة وطنية تتمثل فيها كل المناطق الليبية، إلا ان ولادة هذه الحكومة تأجلت عدة مرات اثر بروز خلافات سياسية واتهام جبريل بأنه أقصى تيارات سياسية إسلامية. وفي الثامن من سبتمبر، حذر جبريل من "الصراعات السياسية المبكرة في ليبيا"، لكنه لم يحدد أطرافها. ويفترض ان تتولى الحكومة الجديدة إدارة شؤون ليبيا على مدى ثمانية أشهر حتى انتخاب مجلس تأسيسي سيضع الدستور الجديد بانتظار الانتخابات التشريعية والرئاسية خلال 20 شهرا من الإعلان رسميا عن سقوط النظام. وقال الصلابي اليوم "نحن مجتمع إسلامي وسطي نرفض التطرف من اليمين ومن اليسار، وعلى المجتمع الدولي ان يراعي خصوصية المجتمع الليبي". وأعلن عن دعمه لتولي عبد الرحمن السويحلي "الشخصية الوطنية من مصراتة" رئاسة الحكومة المقبلة، مؤكدا ان هذا الشخص "يحظى بقبول شعبي كبير".