كشف النائب الفرنسي المرشح للانتخابات التمهيدية للرئاسيات عن الحزب الاشتراكي، الفرنسي أرنو مونتبورغ، أن أول شيء سيبادر به إذا اعتلى قصر الإليزيه هو "الاعتذار للجزائر" إزاء ماحدث إبان فترة الاستعمار، مبديا احترامه لموقف الجزائر إزاء القضية الليبية، والرافض تدخل في شؤون الداخلية لهذا البلد. وقال أرنو مونتبورغ إن الرئيس القادم لفرنسا سيعمل على محو 10 سنوات من الدمار والخراب التي تسبب فيها الرئيس الحالي نيكولا ساركوزي، على الصعيد الداخلي والخارجي، منتقدا سياسة هذا الأخير، في تبني قرارات عشوائية لا تخدم إلى مصالح اتجاهه. وعلق المتحدث في مسألة الذاكرة المشتركة بين الجزائر وفرنسا، والمشاكل ذات الصلة بالاستعمار "ليس بوسعي إعادة صياغة الماضي لأنه موجود، لكن بإمكاننا، تسوية هذه الصفحة من التاريخ"، مؤكدا على أن هذه القضية المحورية ستبقى مصدر عدم تقارب ونقطة احتدام بين الجزائر وباريس، ما لم يعالج بشكل واضح، مشيرا إلى أن العلاقات الثنائية قد تكون أحسن، معتبرا أن رابطة الزواج بين البلدين، سواء من الناحية التاريخية أو الجغرافية،لا يمكن لأحد نكرانها، مؤكدا على أن الاتحاد بين أوروبا وإفريقيا سيتم عن طريق الجزائر وباريس. وأبدى مونتبورغ ذو الجذور الجزائرية، خلال لقاء صحفي جمعه ببعض الجرائد اليومية، بفندق "الجزائر" تفهمه الكبير لموقف الجزائر تجاه القضية الليبية: "الجزائر لديها كل الحق في التحفظ وعدم التخل في الشؤون الداخلية للدول، ولو كانت في مقربة من حدودها، والأمر يعنيها بالدرجة الأول.." كاشفا أن "التدخل العسكري في ليبيا أقره مجلس الأمن لحماية المدنيين، مع أنه تم تسجيل بعض التجاوزات إزاء القرار بمحاولة استهداف القذافي وحاشيته...". وعبّر المترشح الاشتراكي للرئاسيات الفرنسية، عن مدى تخوفه من تكرار سيناريو العراق في ليبيا، قبليا وإثنيا، مؤكدا أن القذافي سعى بدكتاتوريته أن يوصل بلاد النفط إلى ما هي عليه. وثمن أرنو مونتبورغ خطوات السلطات الجزائرية فيما يخص الإصلاحات التي انتهجتها في كل المجالات، مؤكدا أن الإرهاب لا يمكن أن يكون عائقا أمام بناء ديمقراطية مثلى، وحقيقة في الوقت نفسه. وذكر النائب الفرنسي مونتبورغ، أن زيارته إلى الجزائر هي فرصة لتكثيف العلاقات مع المجتمع المدني، وشخصيات من عالم الثقافة والتربية والاقتصاد ورجال سياسة في الحكم ومن المعارضة، لإيجاد حلول سلمية لبعض الأمور التي عكرت صفو العلاقات الجزائرية الفرنسية، منذ زمن ليس بالقريب.