سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
عالم من الأزهر ألقى الدرس الثالث من سلسلة الدروس الحسنية الرمضانية بالرباط قال إن المراة ليست تركة تورث بل إنسانة تتساوى مع الرجل في الحقوق والواجبات في الدنيا والآخرة
قال الأستاذ حسن الشافعي، أحد علماء الأزهر الشريف، إن المرأة ليست تركة تورث، بل هي هي إنسانة وشخصية مستقلة، تتساوى مع الرجل في الحقوق والواجبات، في الدنيا والآخرة. جاء ذلك خلال الدرس الذي ألقاه بين يدي العاهل المغربي الملك محمد السادس، الذي كان مرفوقا بالأمير مولاي رشيد والأمير مولاي اسماعيل، مساء اليوم الأربعاء، تاسع رمضان ، بقصر الرياض بالمشور السعيد بالرباط، وهو الدرس الثالث من سلسلة الدروس الحسنية الرمضانية . وتناول المحاضر بالدرس والتحليل موضوع: "القواعد الشرعية الاعتقادية" انطلاقا من قول الله تعالى: "ولن يجعل الله للكافرين على المومنين سبيلا"، داعيا إلى استحداث علم أو فرع جديد للدراسات الإعتقادية في أصول الدين للنظر في القواعد الإعتقادية، أسوة ب "القواعد الفقهية" و"القواعد الأصولية". واستشهد المحاضر بنماذج تطبيقية لما يشتمل عليه هذا العلم المقترح من أبحاث، محللا الأية الكريمة، موضوع الدراسة بتوسع واستفاضة. ولدى تطرقه إلى القواعد الإعتقادية في سورة النساء الكبرى، أوضح المحاضر إن هذه السورة تزخر بالشواهد الموضوعية الداخلية ذات الصبغة المدنية الواضحة، التي ترتكز أساسا على التنظيمات الاجتماعية للمجتمع الإسلامي. وابرز المحاضر أنها احتوت على خمس عشرة قاعدة، آخرها قاعدة "رفع السبيل"، مشيرا إلى أن كلمة السبيل في القرآن الكريم وردت بمعنى الطريق، وجاءت بمعنى الحجة، وأيضا بمعنى السلطة، وأن آية رفع السبيل أثارت تساؤلات حول دلالتها منذ الصدر الأول. واستدل على ذلك بأقوال المفسرين في الآية، الذين يدور ما نقل من تأويلاتهم حول اعتبارين يتمثلان في أن المقصود بالوعد الإلهي من رفع السبيل - للكافرين على المؤمنين - أهو في الدنيا أم في الآخرة، وفي: هل المقصود بكلمة "السبيل" نفسها الحجة والبرهان، أم الغلبة والسلطان؟ وأورد المحاضر بعد ذلك تأويلات العلماء لقوله تعالى "ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا"، كما أفاض في عرضها الإمام القرطبي، وتؤكد أن الحكم الإلهي في الآخرة هو قطعا لصالح المؤمنين، وأن الله تعالى لا يجعل للكافرين سبيلا يمحون به دولة المؤمنين، ولا يجعل لهم سبيلا على المؤمنين إلا إذا لم يتواصوا بالحق، ولم يتناهوا عن المنكر، وتقاعسوا عن التوبة، فيغلب عليهم العجز والوهن. ومن هذه التأويلات أيضا أن الله تعالى لن يجعل للكافرين على المؤمنين سبيلا في أحكامه الشرعية، أما الأمور الواقعية أو الأحكام التكوينية، فتجري نتائجها حسب السنن الكونية، ولن يجعل لهم سبيلا في الحجة العقلية فلا يتشبثون بشبهة إلا أبطلها الله، وأدحضها بأحد أوليائه.