تساءلت إيلاف عن وضع الرهينة الاسبانية في موريتانيا والتي أطلقت سراحها القاعدة الشهر الماضي، بعد اختفاء ذكرها من وسائل الأعلام الاسبانية رغم أنها مادة إعلامية دسمة خصوصاً بعد اعتناقها الدين الإسلامي. مضى أكثر من أربعة أشهر على اعتقال الرهائن الإسبان الثلاث، في موريتانيا، يوم التاسع والعشرين من نوفمبر الماضي، بعد نصب كمين لهم في أحد الطرق الرئيسة المتوجهة نحو العاصمة "نواكشوط" حيث كانوا يعملون في مجال الإغاثة الإنسانية. وكان تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، أطلق سراح الرهينة "أليثيا غامث" يوم العاشر من الشهر الماضي، واحتفظ باثنين من زملائها، والثلاثة كلهم من إقليم "كاتالونيا" الإسباني. وعلل التنظيم الإرهابي الخطوة التي أقدم عليها في حينها، بالنظر إلى الوضع الصحي للرهينة، التي أصبحت تدعى "الأخت عائشة " بعد اعتناقها عن طواعية ودون إكراه، العقيدة الإسلامية، طبقا لما ورد في شريط "فيديو" مسجل روّجته القاعدة على نطاق واسع. وكانت عائشة، أو "أليثيا" التي بدت محجبة في الشريط، صرحت بعد فك أسرها أنها وزميليها عوملوا معاملة لائقة من طرف خاطفيهم، حسب المتوفر من وسائل العيش في الصحراء، معربة أن سعادتها لن تكتمل إلا حين إطلاق سراح زميليها اللذين يقاسمانها العمل الإنساني. واختفى ذكر عائشة، منذ ذلك اليوم، من وسائل الإعلام الإسبانية مع أن الجوانب العلنية في قصتها تشكل مادة شهية للقراء، من حيث معاناة الاختطاف وملابسات وقوعه من جهة، وما رافقه من أحداث مثيرة للفضول، لكن الأمر الأهم هو قصة إسلام "أليثيا" الذي سكتت عنه وسائل الإعلام المحلية والوطنية في إسبانيا، إذ لم يصدر على سبيل المثال، ما يفيد إن كان إسلام الرهينة صحيحا، أم مجرد حيلة لجأت إليها مكرهة للفكاك من قيود الأسر. ومن المؤكد أن مصالح الاستخبارات الإسبانية، نصحت "عائشة" بعدم الحديث إلى الصحافة، مخافة التأثير على وضع زميليها والتريث ريثما تفضي محاولات الإفراج إلى نتائج سارة تلعب الاستخبارات دورا محوريا فيها من خلال شبكة عملائها في مالي وموريتانيا، وكذلك عبر الوسطاء الذين يعملون في الظل. ولا تريد الحكومة الإسبانية أن يعرف عنها أنها سلمت الخاطفين، عبر وسطاء، فدية مالية، إذ تنفي حتى الساعة أنها فعلت ذلك بينما تتهمها المعارضة اليمينية بدفع ملايين الدولارات. لكن السكوت عن أمر اعتناق الإسلام من طرف الرهينة المحررة، يبقى مثيرا لعدد من الأسئلة، من قبيل: بأي إسلام أصبحت مؤمنة؟ المتشدد الذي تدعو إليه "القاعدة" ما يعني أن "عائشة" أصبحت مقتنعة، إذا كان إيمانها صادقا، ومطبقة لمبادئ التنظيم المتطرف؟ أم أن الخاطفين تركوا لها الحرية، لتمارس المعتقد الجديد بعد أن تتعمق في دراسة الإسلام؟ وتتكتم وسائل الإعلام الإسبانية، وهي المشهورة بجرأتها وتجاوزها الحدود المهنية المتعارف عليها في كثير من الأحيان، عن الخوض في ما إذا كانت الأخت "عائشة " ذات ال 35 ربيعا، تمارس الشعائر الدينية وردود فعل عائلتها وزملائها سواء في المجتمع أو في مجال العمل الإنساني وهل هي متقيدة باللباس الخاص الذي تفرضه الأوساط المتطرفة على المرأة المسلمة؟ الظاهر أن الأخت "عائشة" استعادت حريتها من تنظيم القاعدة، لتقع أسيرة استخبارات بلادها، مراعاة للمصالح العليا للدولة وحفاظا على سلامة زميليها. تجدر الإشارة إلى أن شريط القاعدة طمأن الرأي العام، إلى مصير الرهينتين، فقد توجه بالخطاب إلى الإسبان مباشرة "إسألوا الأخت عائشة كيف عوملت مع زميليها؟" وهذا ما يفسر حرص حكومة مدريد على إدارة ملف الاختطاف بمرونة وحيطة، حيث تمتزج أساليب الإغراء بالمال وأسرار الدبلوماسية، إلى جانب اليقظة الأمنية