قالت المعارضة الليبية التي تقاتل لإنهاء حكم الزعيم معمر القذافي المستمر منذ 41 عاما اليوم الثلاثاء ان شكري غانم رئيس مجلس ادارة المؤسسة الوطنية للنفط استقال من منصبه وانشق على ادارة القذافي. وقالت المعارضة انها لا تعرف مكان غانم ولم يرد تأكيد مستقل أو تعليق من السلطات الليبية. وأذاعت قنوات تلفزيونية عربية في وقت متأخر امس الاثنين نبأ انشقاق غانم وقالت انه غادر ليبيا. وابلغ علي الترهوني مسؤول النفط والمالية في المعارضة الليبية "رويترز" خلال زيارة الى الدوحة "لقد ترك منصبه على حد علمي.. هذا ما علمناه في الأربع والعشرين ساعة الماضية" مضيفا أنه لا يعرف مكان غانم. وقال الترهوني أيضا انه يأمل في أن يمثل ليبيا في اجتماع أوبك المقبل في يونيو حزيران. وأفادت وسائل إعلامية عربية وتابعة للمعارضة في السابق أن غانم قد استقال من منصبه لكنه ظهر مجددا في ذلك الحين وقال انه في مكتبه يمارس عمله كالمعتاد. وإذا تأكد نبأ انشقاقه فسيمثل ذلك ضربة لإدارة القذافي في معركتها المستمرة منذ ثلاثة أشهر ضد المعارضة التي استولت على بنغازي والشطر الشرقي المنتج للنفط من الدولة الواقعة في شمال افريقيا. كما تواجه الادارة الليبية عمليات قصف من قوات حلف شمال الأطلسي. وتفاقمت المتاعب التي يواجهها القذافي حينما اصدر مدعي المحكمة الجنائية الدولية أمس الاثنين مذكرة اعتقال للزعيم الليبي بتهمة قتل المحتجين. وطلب لويس مورينو أوكامبو أيضا من قضاة المحكمة إصدار أمر اعتقال لكل من سيف الاسلام القذافي نجل الزعيم الليبي ورئيس جهاز المخابرات عبد الله السنوسي. وعلى القضاة الان التحقق من وجود أدلة كافية لإصدار أمري الاعتقال. وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ان من المتوقع أن تستقبل موسكو ممثلين عن حكومة القذافي اليوم الثلاثاء وان روسيا تأمل في استضافة وفد من المعارضة قريبا ليضع بذلك روسيا في دور صانع السلام المحتمل. وقال خلال لقاء مع عبد الإله الخطيب ممثل ليبيا لدى الأممالمتحدة "مستعدون لاجراء حوار مع الجميع". وكرر لافروف دعوة روسيا لإنهاء القتال في ليبيا وبدء المحادثات. وتابع "نحن مهتمون جدا جدا بحقن الدماء في ليبيا بأسرع ما يمكن وانتقال البلاد الى قناة الحوار السياسي". وتشير المحادثات الى رغبة روسيا في حماية نفوذها في ليبيا حيث لديها عقود بمليارات الدولارات في مجالات السلاح والطاقة والبنية التحتية. وامتنعت روسيا وهي من الأعضاء الخمسة الدائمين بمجلس الأمن الذين يمتلكون حق النقض عن التصويت على قرار يسمح بالتدخل العسكري في ليبيا واتهمت حلف شمال الأطلسي بانتهاك حدود القرار بعمليات القصف. وقال مورينو اوكامبو انه جرت مهاجمة مبان سكنية وقمع الاحتجاجات بذخيرة حية واستخدام المدفعية الثقيلة لقصف مواكب عزاء ونشر قناصة لقتل الناس لدى مغادرة المساجد عقب الصلوات. وأضاف "لدينا أدلة قوية .. أدلة قوية للغاية... نحن مستعدون تقريبا للمحاكمة. القذافي حكم ليبيا من خلال الخوف والليبيون يتخلون عن هذا الخوف الآن".