حمل المرشح لرئاسيات17 أفريل الداخل، علي بن فليس، مسؤولية بقاء أزمة غرداية قائمة للسلطة، معتبرا القول بوجود أياد خارجية تحرك الأهالي، تشكيكا في وطنيتهم، معتبرا أن أزمة غرداية ليست أزمة عرقية وإنما أزمة ديمقراطية وحوار، واعتبر الحل الأمني مؤقتا ولا يمكن أن يقضي على المشكل نهائيا، وأن فشل المسؤولين الحاليين في إيجاد الحل يكمن في عدم معرفتهم بتاريخها. قال بن فليس الذي نشط تجمعين اثنين بغرداية، للمالكية بمتليلي والإباضية ببلدية بونورة، إن الجزائر تعيش أزمة خطيرة في كل مناحي الحياة، وأنها قد وصلت إلى ما لا يطاق، ما يستدعي حسبه تغيير "النظام" الذي شاخ وهرم على حد تعبيره . وكان المرشح قد حظي باستقبال لافت، بمدينة الزيانيين تلمسان، وبدا من خلال حديثه أنه لم يكن يتوقعه، ذلك لأنه حط بولاية الرئيس المرشح، ورغم الحفاوة، غير أن المنظمين لم يتمكنوا من إسكات صوت أحد مساندي بوتفليقة، الذي وما إن شرع بن فليس في الحديث حتى هتف بحياة الرئيس، ما اضطر مساندي بن فليس بالرد عليه مرددين "بن فليس هو الرئيس". بن فليس الذي أنهى مساء أمس الأول الولاية العاشرة، وإن واصل انتقاده نمط تسيير البلاد، غير أنه كان أقل حدة من خطاب الأيام الأربعة الماضية، حيث تجنب الشخصنة، واتضح أنه لم يكن يرغب في إثارة النعرة مع سكان تلمسان، وقال إن الأزمة قائمة منذ 25 سنة، مشيرا إلى أن من يقود البلاد لابد أن يتمتع بالشرعية "فمن اجتهد وأصاب له أجران، ومن اجتهد ولم يصب له أجر المحاولة"، قبل أن يضيف "أنا لا أريد أن أكون ملكا، وإن أردتم أن تمشوا معي سنتعب سنة أو سنتين ثم نصل إلى نتيجة..سأضع البلاد على السكة الصحيحة ثم أسلمكم أمانتكم". وغازل بن فليس في إطار حديثه عن الحق في المواطنة السلفيين، حين قال إنه من غير المنطقي أن يصوّت مواطن لشخص فيذهب إلى وجهة أخرى، وأضاف وكأنهم درسوا التزوير عند "ناجلات" الذي كان يملأ الصناديق إبان الاستعمار.. يقولون هذا بولحية صوته غير صالح لماذا هذا التفريق حتى في السنة، الرسول دعا إلى إسدال اللحية فلماذا يحتقرون الشعب". وبمخرج المقر واجه أنصار بن فليس، أنصار الرئيس بوتفليقة الذين كانوا بمقر المداومة المحاذي لدار الثقافة، دون أن يحدث أي تصادم، إذ وقفت الشرطة على جنبات الطريق بين الطرفين.