لا تكفّ عائلة الفنان السوري الراحل مصطفى نصري عن النزاعات في ما بينها. سرعان ما تتصدر خلافاتهم وسائل الإعلام. حتى في الأزمة السورية، انقسمت العائلة، فوقفت نجمتها الشهيرة أصالة وشقيقها ومدير أعمالها أنس مع الحراك، ولم يتغيّر موقفهما حتى بعد عسكرة الانتفاضة وغرقها في بحر الطائفية والتطرّف والتكفير. لكن حالما قررت صاحبة «قد الحروف» إطلاق أغنية «الكرسي» للتنديد بالرئيس السوري، حتى تراجعت عن الفكرة خوفاً من ردة فعل النظام ومؤيديه، خصوصاً أنّها تعرضت لمواقف هجومية من سوريين في الخليج العربي. مقابل ذلك، وقف أيهم نصري وشقيقته ريم على الطرف الآخر، إذ أيدا النظام وصرّحا مراراً تبرؤهما من مواقف بقية العائلة. على العموم، لم يبق في دمشق سوى ريم التي تتنقل بين مدينتها وبين بيروت. قبل ذلك، أرادت ريم استعادة حلمها القديم بالغناء، لكنّ أصالة سرعان ما شنّت عليها حرباً منعتها من التقدم في هذا المجال، حتى أنها حذرت الملحنين من التعامل مع أختها وهددتهم بقطع علاقتها معهم وفق ما يقول العارفون بالملف. هكذا، قطعت الطريق على أختها. لكن الأخيرة وجدت الفرصة سانحة الآن للعودة إلى عالم الفن، خصوصاً أنّ أصالة لم تعد تملك تلك السطوة التي كانت تحظى بها سابقاً. اختارت ريم العودة من باب الأغاني الوطنية. وسجلت أخيراً أغنية «يا سيد الأباة» للرئيس السوري بشار الأسد (كلمات صفوح شغالة وألحان فاروق الجزائري وتوزيع أنس النقشي) وحمّلتها أول من أمس على اليوتيوب. إذاً، حسمت المغنية السورية أمرها وذهبت في خيارتها إلى الحد الأقصى، متحدّيةً أختها وكل المعارضة السورية، إذ أطلّت بالبدلة العسكرية في صورة ثابتة ضمن فيديو الأغنية. لا تكتفي بذلك. تقول في حديثها إلى «الأخبار» إنّ «هذه مجرد كلمة وفاء من عائلة نصري الحقيقية التي ما زالت تعرف طريق الشام، ولم تنس الوطن. أقولها باسمهم للسيد الرئيس وللجيش السوري المغوار الذي حمى هذه البلاد، وأوقف الهجمة التكفيرية ضدها». وعن موقف بقية عائلتها من هذه الخطوة، تجيب بأنّها «لا تنتظر صك وطنية من أحد»، مضيفةً: «كل من خرج عن الخط الوطني ووصم النكران خطواته، لا يمثل إلا نفسه، وأتمنى لتلك النفوس أن تهدأ وتعود إلى جادة الصواب وحضن الوطن، فباب التوبة ما زال مفتوحاً». في السياق ذاته، تؤكد نصري بأنّها ستصوّر الأغنية على طريقة الكليب في شوارع دمشق وستبثها كل المحطات والإذاعات التي تتفق مع فكرتها ومع كلامها. ثم كشفت أنها أبرمت اتفاقاً مع شركة «العنود برودكشن» لصاحبتها العنود معاليقي التي ستتبنى أعمالها الفنية، التي تُطلقها في وقت قريب.