قال عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة المغربية، الاثنين، إن "اتحاد المغرب العربي كائن وسيكون مهما كانت التحديات"، معترفا في الوقت نفسه بأن الاتحاد المغاربي "لم يصل بعد إلى الدرحة التي نتمناها ونرجوها". جاء ذلك في كلمة ألقاها بنكيران خلال الجلسة الافتتاحية للمنتدى الثالث للمقاولين المغاربيين، الذي انطلقت أعماله الاثنين، بمدينة مراكش المغربية (وسط)، ويستمر يومين، تحت شعار: "الإدماج الاقتصادي: عقد من أجل ازدهار مشترك"، ويتزامن مع الذكرى الخامسة والعشرين لتأسيس اتحاد المغرب العربي. وأبرز رئيس الحكومة المغربية حاجة الدول المغاربية الماسة إلى وحدة مغاربية "عملية"، بشكل مستعجل، بهدف رفع التحديات التي تواجه المنطقة في ظل تنامي التكتلات الإقليمية في مناطق مختلفة من العالم. ومضى بنكيران قائلا: "نحن دول مختلفة، ولكننا شعب واحد: شعب المغرب العربي"، قبل أن يؤكد: "نحن بحاجة إلى أن تصبح وحدتنا الطبيعية والحقيقية عملية، تواجه بها المستقبل". ونبه إلى أنه "لم يعد أمام الدول المغاربية متسع وقت لتفعيل هذه الوحدة"، مشيرا إلى أن "شركاء دول المغرب العربي أصبحوا بدورهم يطالبون هذه الدولة بالوحدة". كما دعا بنكيران الدول المغاربية إلى الاقتداء بالتكتلات الإقليمية التي أثمرت نتائج إيجابية جدا، وفي مقدمتها الاتحاد الأوروبي بهدف كسب رهان التنمية وتحسين تنافسية اقتصادات المنطقة. وبحسب منظمي المنتدى، فإنه سيعمل على وضع مبادرة مغاربية للتجارة والاستثمار كخارطة طريق تروم تطوير المبادلات المغاربية، حيث ينتظر أن يتم الكشف عن تفاصيلها غدا الثلاثاء، إضافة إلى تعريف دور المقاولين المغاربيين في الاندماج الاقتصادي وبحث تطوير التبادل التجاري بين الدول المغاربية. ويذكر أن الدورة الأولى من المنتدى انعقدت شهر مايو/أيار 2009 بالعاصمة الجزائر، في حين نظمت دورته الثانية بتونس العاصمة خلال الشهر نفسه من العام 2010. وتأسس اتحاد المغرب العربي، في 17 فبراير/ شباط 1989، بمدينة مراكش، ويتألف من 5 دول تمثل في مجملها الجزء الغربي من العالم العربي وهي : ليبيا، تونس، الجزائر، المغرب وموريتانيا. ولم يعقد قادة الدول اتحاد المغرب العربي أي قمة منذ عام 1994، بسبب استمرار الخلافات بين المغرب والجزائر حول إقليم الصحراء، جنوبي المغرب، الذي تراه الرباط جزءًا لا يتجزأ من أراضيها، وتتهم الجزائر بدعم جبهة البوليساريو، التي تنازع الرباط السيطرة على الإقليم. وقد تم إغلاق الحدود البرية بين البلدين بداية من العام نفسه. وتعيش العلاقات المغربية الجزائرية حالة توتر منذ سنوات، آخرها الاتهامات المتبادلة بين الجانبين بخصوص ترحيل لاجئين سوريين إلى الحدود المشتركة بين البلدين، حيث اعتبرت الرباط أن الجزائر تعمد ترحيلهم في اتجاه أراضيها، وهو ما ترفضه الجزائر.