بالرغم من أن التظاهرة التي ستحتضنها عاصمة الشرق الجزائري خلال السنة القادمة 2015، هي تظاهرة عاصمة الثقافة العربية، إلا أن فرنسا ستكون ضيف شرف، وسيلعب المركز الثقافي الفرنسي في قسنطينة دورا في بصم اللمسة الفرنسية الثقافية حسب الاتفاق المبرم بين البلدين، حيث بدأ في التفكير في توجيه الدعوة للعديد من المثقفين الفرنسيين والفنانين الكبار الذين كانت لهم علاقة متميزة مع الجزائر ومع المدينة بالخصوص، ومنهم المؤرخ بن جامين ستورا. بادرت جمعيات قسنطينية وجزائرية في العاصمة الفرنسية باريس، التحضير لتقديم نشاطات خلال هذه التظاهرة، وعاد الحديث عن إمكانية تحضير زيارة فنية أو شخصية، للفنان الفرنسي اليهودي القسنطيني المولد أنريكو ماسياس، إلى مسقط رأسه، بعد أن تجمدت المبادرة لمدة 15 سنة، وكان الفنان اليهودي، قاب قوسين أو أدنى من زيارة المدينة في عام 1999، بعد دعوة رسمية تلقاها، وقالت جمعية، سمّت نفسها تسامح لها ميولات تاريخية، بأن قسنطينة التي جمعت الديانات الثلاثة، على مدار قرون لا يمكنها أن تكون عاصمة إقليمية للثقافة العربية من محيطها إلى خليجها، دون أن تذكر التواجد الفني والثقافي القوي للجالية اليهودية التي بلغ تعداد سكانها في الخمسينات أربعين ألفا، وساهمت في تطوير فن المالوف بقيادة الشيخ ريمون وزوج ابنته أونريكو ماسياس، ناهيك عن فن الحرج وصناعة النحاس والذهب، وترى الجمعية أن فرصة أنريكو ماسياس خلال هذه التظاهرة، لا يمكنها أن تتكرر لأنه سيبلغ حينها سن 77 عاما، وهو الذي غادر قسنطينة رفقة عائلته في 29 جويلية عام 1961 مباشرة بعد مقتل صهره ريمون في جوان من نفس السنة، ولكن المشكلة في كون هذا الفنان الذي تغنّى مع خالد ومامي وحسين لصنامي وحمدي بناني، بصم عن ميولاته الصهيونية في كل الحروب التي اندلعت بين العرب والصهاينة وكان آخرها حرب تموز ضد لبنان عندما قاد مظاهرات بثت عبر مختلف الفضائيات مع الداعمين للحرب، وتسلم أوسمة من الموساد نظير ما قدمه للقضية الإسرائيلية على مدار عقود، وتم تفسير عودة ماسياس للظهور الإعلامي سواء في قطر أم المغرب أم في فرنسا رفقة فنانين جزائريين، بأنه جس نبض من أجل بعث حلم بلغ عمره الآن 55 سنة.