أعلنت الناطقة باسم بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا راضية عاشوري إن البعثة «سهلت الترتيب لاجتماعات تشاورية غير رسمية لأطراف سياسية ليبية»، مشيرة الى ان هذه الاجتماعات ستعقد في العاصمة النروجية اوسلو اعتباراً من 25 الشهر الجاري. ولم تعط عاشوري أي تفاصيل عن المشاركين في الاجتماعات، لكن مصادر في طرابلس الغرب أبلغت «الحياة» أمس، ان فاعليات قبلية وجهوية وافقت بصورة مبدئية على حضور الاجتماعات ل «الاستماع الى ما سيطرحه الطرف الآخر، شرط اضفاء طابع السرية على اللقاءات ومن دون الالتزام مسبقاً بالتوصل الى تفاهمات او اتفاقات». وكشفت المصادر ذاتها، ان مسؤولين سابقين في نظام العقيد معمر القذافي (امنيين وسياسيين) فروا من البلاد عقب اطاحة نظامه، سيشاركون في اللقاءات، الى جانب مجموعة من الناشطين الذين يتحركون منذ فترة في الخارج لتشجيع «الحوار الوطني» وهم محسوبون على سيف الاسلام نجل القذافي المعتقل لدى ثوار الزنتان. وتأتي هذه الخطوة بعد اعلان رئيس الحكومة الليبية علي زيدان أخيراً في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس بعثة الاممالمتحدة في ليبيا (الوزير اللبناني السابق) طارق متري، إطلاق مسعى للحوار بين الأفرقاء الليبيين يهدف الى المصالحة الوطنية. ويأتي اختيار اوسلو مكاناً لهذه الاجتماعات التمهيدية «السرية»، نظراً الى خبرتها في إطلاق هذا النوع من الحوارات، منذ نجاحها في ابرام اتفاق بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي عام 1993. وأشارت عاشوري وهي تونسية تولت سابقاً منصب الناطقة باسم رئيس لجنة التحقيق الدولية في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري، الى أن هذه الاجتماعات التشاورية، تأتي بناء على رغبة الأطراف السياسية ومنظمات المجتمع المدني في ليبيا خلال اتصالات واجتماعات عقدتها مع البعثة خلال الأسابيع الماضية. وأوضحت عاشوري في مؤتمر صحافي اول من امس، أن الهدف من عقد هذه الاجتماعات خارج ليبيا هو «إتاحة الفرصة لكل الأطراف للحديث بأريحية وبشكل صريح، والتفرغ لمناقشة المحاور الخاصة بملف التحول الديموقراطي الذي تشهده ليبيا». وشددت عاشوري على أن دور البعثة اقتصر على تسهيل عقد هذه الاجتماعات غير الرسمية. وتختص بعثة الأممالمتحدة في ليبيا في تقديم الدعم للجهود الليبية في إدارة عملية التحول الديموقراطي، من خلال تقديم المشورة والمساعدة الفنية للعملية الانتخابية الليبية، وعملية إعداد وإقرار الدستور الليبي الجديد. على صعيد آخر، قتل في مدينة بنغازي امس، عسكري سابق يعمل خطيباً لأحد المساجد في المدينة الواقعة شرق ليبيا، من جراء انفجار عبوة ناسفة أُلصقت أسفل سيارته. وقال الناطق باسم «غرفة العمليات الأمنية المشتركة» لتأمين مدينة بنغازي العقيد عبدالله الزايدي ان «العسكري السابق مفتاح فرج الفيتوري قتل في منطقة السلماني وسط المدينة جراء انفجار عبوة ناسفة أُلصقت اسفل سيارته». وأضاف ان «الفيتوري مكلف من وزارة الأوقاف والشؤون الدينية أداء خطبة الجمعة في مسجد يقع داخل معسكر قاعدة بنينا الجوية، اضافة الى انه احد مشايخ الطريقة الصوفية في مدينة بنغازي». يأتي ذلك غداة إطلاق مجهولين وابلاً من الرصاص ليل الاربعاء - الخميس، على مركز الامن الوطني في منطقة الصابري من دون وقوع اصابات، فيما وضع مجهولون آخرون حقيبة مفخخة ادى انفجارها إلى إحداث أضرار مادية في احد النوادي الرياضية الخاصة بالنساء في المدينة. وقال مصدر امني ان المجهولين الذين وضعوا الحقيبة كتبوا عبارة «آخر إنذار، إن لم تغلقوا نادي الفصول الأربعة فسيتم تدميره بالكامل».