أفادت معلومات مستقاة من مصادر حسنة الإطلاع، أن ملف استمرار الرئيس بوتفليقة في الحكم، في سياق عهدة رابعة، قد طرح للنقاش غداة خروج الرئيس من مستشفى فال دوغراس، بين الفريقين محمد مدين وڤايد صالح بمعية الوزير الأول عبد المالك سلال ودحو ولد قابلية، وذلك بعدما أبدى بوتفليقة لأفراد عائلته رغبته في البقاء. أسرت نفس المصادر أن رئيس الجمهورية توجه مباشرة بعد خروجه من مستشفى "فال دوغراس" الباريسي، شهر جويلية الماضي، إلى شقة فاخرة تقع بوسط باريس، وهناك جمع أفراد عائلته ليعلمهم بأنه سيترشح لانتخابات أفريل 2014، قبل أن يتوجه بعدها إلى مركز "ليزانفاليد" حيث قضى فترة نقاهة وإعادة التأهيل الوظيفي من الجلطة الدماغية التي أصابته يوم 27 أفريل الماضي. وذكرت نفس المصادر أن اجتماعا وحيدا يكون قد عقد، في شهر أوت الفارط، جمع أحمد ڤايد صالح، قائد أركان الجيش، والفريق محمد مدين المدعو توفيق المسؤول الأول عن المخابرات، وعبد المالك سلال، الوزير الأول، ودحو ولد قابلية وزير الداخلية الأسبق. وتمحور الاجتماع، حسب نفس المصادر، حول رئاسيات 2014، وتبادل الأربعة وجهات النظر حول الموضوع، وأعطى كل واحد رأيه في ترشيح الرئيس لعهدة رابعة. وتضيف المصادر أن الفريق محمد مدين المدعو توفيق بمعية وزير الداخلية دحو ولد قابلية، تحفّظا على ترشح الرئيس بوتفليقة لعهدة رابعة، ليس لأنهما ضد ترشحه، بل بالنظر إلى المعطيات المتوفرة، كصحة الرئيس والتغييرات الإقليمية التي حدثت في المنطقة وفي العالم. كما خلص الرجلان إلى فكرة أن الرأي العام الوطني وكذلك الدولي، فضلا عن عدة عواصم غربية هامة، قد لا تستسيغ فكرة ترشح الرئيس في ظل وضعه الصحي آنذاك. أما عبد المالك سلال، فقد قال إنه لا يريد أن يعلق على "طلب" لرئيس الجمهورية، فيما أعلن الفريق ڤايد صالح عن دعمه اللامشروط، ويكون، حسب مصادرنا، قد قال للمسؤولين الثلاثة: "كيف لا نحقق رغبة مجاهد طلب منا أن يواصل مهامه كرئيس للجمهورية؟". ومن هذا المنطلق فإن قول سلال بأن "بوتفليقة باق.. ماراهوش رايح"، هو تصريح على علاقة بالاجتماع المذكور آنفا ولا ينظر إليه على أنه سبق صحفي "سكوب" أعلن عنه الوزير الأول. وتشير ذات المصادر إلى أن الموضوع إذن انتهى منذ خروج الرئيس من المستشفى وتحسن وضعه الصحي نسبيا. وضمن هذا الإطار، جاءت تصريحات مسؤولي الأحزاب السياسية، وفي مقدمتهم عمار سعداني وعمر غول وعمارة بن يونس، الذين دشنوا الحملة وبادروا منذ مدة لمساندة ترشح الرئيس لعهدة رابعة، قبل أن يلحق بهم الأمين العام بالنيابة للأرندي عبد القادر بن صالح والبقية آتية في الطريق. فمن قال إن معنى "طاب جنانو" هو التخلّي عن السلطة وترك المكان لجيل الشباب؟.