سجل الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ثالث ظهور له منذ انطلاق رحلة العلاج بفرنسا، في أفريل الفارط، لما استقبل أمس، بإقامته في الجزائر العاصمة، الوزير الأول عبد المالك سلال، الذي قدم له عرضا حول حصيلة نشاطات الحكومة. وظهر الرئيس بوتفليقة أفضل حالا صحيا، بعد فترة النقاهة التي بدأها في الجزائر إثر عودته من باريس حيث كان يقضي فترة إعادة تأهيل ونقاهة في مركز "ليزانفاليد"، وكان يتحادث مع الوزير الأول عبد المالك سلال بصعوبة لكن أفضل مما كان، من حيث التحدث وحركات الفكين، مثلما أظهرته صور الفيديو الذي بثه التلفزيون لبضع ثوان، عكس الصور التي ظهر من خلالها لدى نزوله بمطار بوفاريك العسكري يوم 16 جويلية بعد قضائه بفرنسا ثلاثة أشهر كاملة، وكان في استقباله، آنذاك، عبد المالك سلال ورئيس المجلس الدستوري الطيب بلعيز، ورئيس المجلس الشعبي الوطني العربي ولد خليفة وقائد أركان الجيش الشعبي الوطني ڤايد صالح. وجلس الوزير الأول قبالة الرئيس بوتفليقة الذي كان جالسا على كرسي عادي، عكس الصور التي ظهر فيها من قبل وهو يجلس على كرسي متحرك لما عاد من باريس، وتتوسط المسؤولان "سنية" حلويات، بينما ظهر الرئيس يرتدي سترة منزلية زرقاء قاتمة، تشبه إلى حد التطابق السترة التي كان يرتديها لما استقبل لأول مرة بمركز "ليزانفاليد"، يوم 11 جوان الفارط، كلا من سلال وڤايد صالح. وخلال هذا الاستقبال، كلف رئيس الجمهورية الوزير الأول بالسهر على التكفل الجيد بانشغالات المواطن، كما وجه له تعليمات من أجل إتمام مشروع قانون المالية التكميلي لسنة 2013 ومجموع مشاريع القوانين الأخرى التي درستها الحكومة، حتى تكون جاهزة للمصادقة عليها من قبل مجلس الوزراء، الأمر الذي حمل البعض على اجتهاد يفيد بأن الرئيس سيترأس مجلس الوزراء، وهو ما لم يحصل. للإشارة، فقد غاب الرئيس بوتفليقة عن صلاة عيد الفطر كما لم يحضر، قبل ذلك، حفل توزيع الجوائز على حفظة القرآن خلال ليلة القدر. وفهم من ظهور الرئيس مجددا، رسالة منه، بقدرته على أداء مهامه الدستورية، على الأقل فيما تبقى من عهدته التي تنتهي شهر أفريل من العام الداخل، من خلال التوجيهات التي أسداها للوزير الأول، في ظل تساؤلات تطرح على الساحة الوطنية والسياسية عمن سيخلفه، ومن المرشح المحتمل للنظام. وأظهرت الصور الملتقطة للرئيس أنه يتجاوب ببطء مع فترة التأهيل الوظيفي جراء إصابته بجلطة دماغية ألزمته التنقل استعجاليا لمستشفى "فال دو غراس" بفرنسا يوم 27 أفريل الماضي. وأعطى رئيس الجمهورية تعليمات للحكومة من أجل التحضير الجيد للدخول الاجتماعي المقبل، وهي الصيغة التي يعلق بها رسميا على لقاءات الرئيس مع سلال، أثناء فترة مرضه ونقاهته، كما فعل من قبل حيث كان أعطى تعليمات للتحضير الجيد لشهر رمضان المنقضي، بينما تزامن ظهوره الثالث أمس مع أوج جدال بشأن ملف الفساد المتعلق بالوزير السابق للطاقة شكيب خليل وسوناطراك 2، يجهل إن كان تحادث مع الوزير الأول بشأنه. وتنتظر الرئيس ملفات عديدة، أهمها اجتماع مجلس الوزراء، حيث ينتظر 13 قانونا رفع التجميد عنها بعدما تمت برمجتها، بالإضافة إلى مشروع قانون المالية التكميلي الذي يتصف بطابع الاستعجال، بينما يطرح تساؤل إن كان ظهور الرئيس، أمس، ينم عن قرب اجتماع مجلس الوزراء تحت إشرافه؟