ستفتح وزارة التربية ملف طب العمل خلال الأسبوع الأول من شهر نوفمبر، بعد أن ظل يراوح الملف مكانه، في وقت كشف تقرير أعده المجلس الوطني المستقل لأساتذة التعليم الثانوي والتقني الموسع، أن 90 من المائة من الأساتذة يعانون نقص في البصر وآخرون مصابون بأمراض عصبية متقدمة، في ظل غياب "مناصب مكيفة"، ليبقى التلميذ الضحية رقم واحد. أوضح الأمين الوطني المكلف بالإعلام والاتصال بالمجلس الوطني المستقل لأساتذة التعليم الثانوي والتقني، مسعود بوديبة، ل"الشروق"، أن اللجنة الثلاثية التي تضم وزارات التربية، العمل، الصحة ونقابات التربية، ستجتمع بداية شهر نوفمبر المقبل، لتفعيل القرارات التي انبثقت عن اللجنة التي كانت قد نصبت في 2009، ولم تطبق إلى حد الساعة في أرض الواقع، خاصة ما تعلق بتعيين طبيب عمل ب50 مديرية للتربية كمرحلة أولى. وأضاف بأن النقابة أعدت تقريرا شمل قائمة الأمراض المهنية التي يعاني منها المربي، وغير المعترف بها، مشيرا إلى نسبة 90 من المائة من أساتذة ومعلمين يعانون من نقص حاد في النظر، كما أن هناك أساتذة مصابين بأمراض عصبية متقدمة، وتظهر بشكل خطير وملفت للانتباه من خلال تصرفاتهم مع التلاميذ، بحيث يصبح الأستاذ المريض لا يتحكم في سلوكه فتجده يثور لأتفه الأسباب ويندفع إلى ضرب التلاميذ بشكل جنوني، إلى درجة إرعابهم، خاصة تلاميذ الابتدائي، مما يؤثر سلبا على أدائهم. في الوقت الذي أكد بأن الأستاذ المصاب بمرض عصبي إذا لم يتناول أدويته بشكل منتظم يشكل خطرا على المتمدرسين. وأكد محدثنا بأن هناك أمراضا انتشرت في الوسط المدرسي في الآونة الأخيرة، ويتعلق الأمر بالسكري، ضغط الدم، بعض الأمراض السرطانية، بسبب الضغوطات النفسية، الإدارية والبيداغوجية، وكذا بسبب غياب التكوين في طرق التدريس الجديدة، وبالتالي فعندما يجد الأستاذ نفسه عاجزا عن التحكم في المنهجية الجديدة فيتعب فيخلق لديه صراع داخلي مع ضميره وآخر خارجي مع تلاميذته، بالإضافة إلى مشكل الاكتظاظ بالأقسام، بحيث يصبح غير قادر على إيصال المعلومة ل60 تلميذ في وقت زمني محدد. كما أشار مسعود بوديبة إلى أمراض أخرى وهي العمود الفقري، الدوالي عند النساء بسبب الوقوف لساعات، الحساسية التي تطورت مع مرور الزمن وأصبحت سرطانية.