أرجع أطباء ومختصون، خلال يوم دراسي، ارتفاع حالات السرطان في الجنوب الجزائري، والتي تمثل 35 من المائة من حالات السرطان المسجلة سنويا (50 ألف حالة) إلى التجارب النووية الفرنسية التي أثرت على الإنتاج الحيواني والنباتي والبيئي، بالإضافة إلى تسجيل مضاعفات صحية غاية في الخطورة على الجانب الصحي، نتيجة ارتفاع حالات الإصابة بالسرطان في السنوات التي تلت التجارب. وفي هذا الإطار، أكد البروفسور أبراهام بحار، مختص فرنسي في الطب النووي والبيوفيزيا، خلال محاضرة ألقاها في الجزائر بمناسبة إحياء اليوم العالمي للسرطان أن جميع الدراسات أثبتت أن المناطق التي تعرضت إلى التجارب النووية تمتد آثار الإشعاعات فيها أكثر من 50 سنة على الصحة الإنسانية والبيئة. ولدى تطرقه إلى الأضرار التي خلفتها التجارب النووية التي أجرتها فرنسا بمنطقة رڤان بالجنوب الجزائري خلال الستينات من القرن الماضي قال الأستاذ بحار: "إن آثارها لا زالت بارزة على الصحة الإنسان والبيئة إلى غاية اليوم". مشيرا في هذا المجال إلى انتشار السرطان لدى سكان المنطقة، ولا سيما سرطان الثدي لدى الفئات الشابة. واعتبر نفس المختص أن سكان منطقة الجنوب الجزائري أكثر عرضة للأمراض الخطيرة من غيرها من المناطق الأخرى للوطن نتيجة الغبار الشعاعي الذي لا زالت أضراره مركزة بالمياه الجوفية والغطاء النباتي، ما يمثل خطورة على الصحة الإنسانية والحيوانية. ومن جهة أخرى، أشار الأستاذ بحار على سبيل المثال إلى التجارب النووية التي أجرتها الولاياتالمتحدةالأمريكية بجزر المارشال خلال الستينات والتي لا زالت أضرارها هي الأخرى بارزة إلى اليوم، موضحا في نفس الإطار أن مختلف الدراسات والبحوث العيادية التي أجريت في هذا المجال أثبتت ذلك. ولفت المختص الفرنسي بالمناسبة انتباه الخبراء الجزائريين إلى الكيفية التي يتم بها إجراء تجارب عيادية بالمنطقة المتضررة من الشعاع النووي مقارنة مع غيرها من المناطق الأخرى. ومن جانب آخر، شددت جمعية مساعدة المرضى لمنطقة رڤان على ضرورة اهتمام السلطات العمومية بالمنطقة، مذكرة بأن مدينة رڤان تعيش فوق قمامة من النفايات الناجمة عن الشعاع النووي. وعبر ممثلو هذه الجمعية عن أسفهم لغياب أطباء مختصين بالمنطقة وصعوبة إجراء تحاليل التشريح الباطني والنقل من ولاية أدرار إلى الولايات الأخرى من الوطن قصد التخفيف من معانات آلاف المرضى.