بعد اكتشاف كميات كبيرة من مادة الميزينة المصنوعة بالجبس في الأسواق، الأسبوع الماضي، والتي هزت الشارع الجزائر لخطورة الأمر على الجانب الصحي، ضبطت أمس الفدرالية الجزائرية للمستهلكين كميات كبيرة وجديدة من مادة المايزينة المغشوشة المصنوعة من مادة كاربونات الكالسيوم الصناعية المستوردة من الصين، وذالك بعد تحليلها في مخبر خاص "مستقبل كنترول"، حيث تفاجأ المخبريون أن المادة التي تسوق على أساس أنها مايزينة هي عبارة عن مادة كميائية تتمثل في الكاربونات التي يسبب استهلاكها مضاعفات صحية خطيرة، خاصة وأنها من النوع الصناعي غير الصالح للاستهلاك. وفي هذا الإطار، أكد رئيس فدرالية المستهلكين زكي حريز أن ضبط المايزينة المغشوشة جاء عقب شكاوى تقدم بها العديد من المستهلكين الذين وجدوا في هذه المادة مذاقا ورائحة غير عادية، ما دفع الفدرالية إلى نقل هذه المايزينة إلى المخبر، أين تم اكتشاف أنها مغشوشة وغير صالحة للاستهلاك، باعتبارها متكونة من كاربونات الكالسيوم بنسبة 100 بالمائة، ولا تحتوي على أي نسبة من مسحوق الذرى "مايزينة"، وكشف المتحدث أن المايزينة المغشوشة استوردت من الصين في حاويات وهي منتشرة في الأسواق ما يجعلها مصدر خطر على المستهلكين وفي مقدمتهم الأطفال، ودعا إلى تدخل عاجل لوزارة التجارة قصد وضع حد لتجار الموت الذين أغرقوا السوق بمواد مغشوشة قاتلة في ظل غياب الرقابة، وشدد السيد زكي حريز على ضرورة تحرك المصالح الوصية لتحليل جميع أنواع المايزينة الموجودة في السوق، في ظل اكتشاف كميات إضافية كبيرة من مسحوق الذرى المغشوش وبأنواع مختلفة منها ما هو مصنوع محليا ومنها ما هو مستورد، وكشف زكي حريز أن التجار عوضوا مسحوق الذرى بكاربونات الكلسيوم باعتبارها مادة رخيصة الثمن لا تتعدى 10 دج للكلغ مقابل ارتفاع سعر المايزينة الذي يتجاوز 50 دج، ودعا المتحدث إلى ضرورة الإسراع بتنصيب جهاز الإنذار المبكر الذي وعدت به وزارة التجارة منذ مدة طويلة ولم ير النور، ما جعل فدرالية المستهلكين الطرف الوحيد في استقبال شكاوى المستهلكين فيما يتعلق بالمواد المغشوشة. تجدر الإشارة أن وزارة التجارة تلقت بلاغين خلال أسبوع فيما يتعلق بضبط كميات كبيرة وأنواع مختلفة من المايزينة، ولم تصدر أي بيان اعلامي يتعلق بمعلومات حول طبيعة المواد المغشوشة وسحبها من السوق، أو إصدار عقوبات في حق المتورطين في غش المستهلكين