خصص الموقع الإخباري الجزائري "Tout sur l'Algérie" مقالا عن الوزير الأول عبد المالك سلال، الذي مضى على قيادته لدفة الحكومة سنة كاملة، حيث اعتبر الموقع أنه استطاع أن يخلق لنفسه وضعا يرتفع لدرجة "رئيس دولة بالنيابة"، منذ المرض الأخير للرئيس عبد العزيز بوتفليقة. ويرى الموقع الجزائري، أن سلال نجح في الارتقاء إلى هذا "المنصب" رغم كونه "غير منصوص عليه لا في النصوص ولا في التقاليد السياسة للبلاد". ورغم تحذير كاتبة المقال، صونيا لياس، للوزير الأول لكي لا ينجرف كثيرا وراء الصلاحيات والأنشطة التي صار يشغلها ويقوم بها "لكي لا يغضب الرئيس ومقربيه" ، إلا أنها عادت لتؤكد أنه بحكم الواقع، وما تبدو عليه الأمور، فإن سلال صار فعليا "نائب الرئيس. وتبدو مظاهر تحمل عبد المالك سلال لصلاحيات تفوق منصب الوزير الأول، حسب صونيا لياس، في زياراته العديدة لمجموعة من الولايات، وترؤسه لتدشين وإطلاق عدد من المشاريع والأوراش ولقاءاته المنتظمة مع الممثلين المحليين للمجتمع المدني. وتضرب الصحفية مثالا آخر عن اتساع هامش اتخاذ القرار لدى سلال بحادث الاحتجاجات التي قام بها شبان جنوب البلاد، احتجاجا على التهميش حيث اتخذ عبد المالك سلال"سلسلة من الإجراءات نجحت في التخفيف من حدة الاستياء" لدى هؤلاء الشبان. المقال يرى كذلك، أن سلال "يظهر في كل مرة تميزه" ويتجلى ذلك على سبيل المثال في قيامه بزيارة كبرى مدن منطقة القبائل، بجاية وتيزي وزو، وهي المنطقة التي لم تحظى بالتفاتة الرئيس بوتفليقة طيلة سنوات. وتضيف كاتبة المقال أن سلال "لم يتوانى خلال كل خرجاته عن الحديث عن الملفات الأمنية والدبلوماسية أو حتى الدفاع، وهي ملفات تدخل عادة ضمن المجال المحفوظ لرئيس الدولة". مع كل هذه المؤشرات على تنامي دور عبد المالك سلال وصلاحياته داخل جهاز السلطة الجزائرية، لا تستبعد الكاتبة مع ذلك بعض التساؤلات والتأويلات المشروعة التي قد ترى بأن سلال يتصرف بالأساس كوسيط للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، وأن هذا الأخير ما يزال يتحكم بخيوط اللعبة. مع ذلك، لا تخفي الصحفية كون الوزير الأول وجد نفسه أمام امتحانات عسيرة من بينها تحمل مسؤولية "التواصل الرسمي إبان عملية احتجاز الرهائن بمنشأة تيغونتورين"، والتي كانت تتعرض فيها الجزائر، تقول الكاتبة، "لضغوطات دولية كبيرة"، بالإضافة إلى تحمله مسؤولية "التواصل" حول الوضعي الصحي للرئيس بعد التزام الصمت في الأسابيع الأولى لدخول بوتفليقة إلى المستشفى بباريس . ويتحدث المقال كذلك ،عن تزايد ثمثيل عبد المالك سلال للرئيس بوتفليقة في عدد من المناسبات، مثلما حدث مثلا في قمة 5+5 بمالطا، وفي مؤتمر قمة الاتحاد الإفريقي بأديس أبابا، كما مثله كذلك في أنشطة أكثر رمزية كتسليم كأس الجزائر لكرة القدم. بيد أن الصحفية صونيا لياس تتساءل، بناءا على كل هذه المؤشرات، ما إذا كان الوزير الأول الجزائري "يحضر نفسه ليكون الرئيس المقبل للجمهورية". طرح هذا السؤال يفرض بالضرورة، حسب كاتبة المقال، طرح سؤال آخر، وهو ما إذا كان سلال "الرجل للمثالي لأصحاب القرار" داخل النظام الجزائري.