بدأت أجواء وملامح الحرب تلوح في أفق سوريا ، في ظل تواتر أخبار عن توجيه ضربة عسكرية محتملة إلى نظام دمشق، بشبهة استعماله للسلاح الكيماوي الأسبوع الماضي في ريف العاصمة . وفي سياق ذلك، ذكرت صحيفة "الأخبار" اللبنانية المعروفة بقربها من النظام السوري، أن الرئيس بشار الأسد قال إن الولاياتالمتحدة هي "العدو الحقيقي". وتابع الأسد: "هذه مواجهة تاريخية سنخرج منها منتصرين"، حسب قوله. وأوردت "الأخبار" في عددها الصادر اليوم الخميس أن الأسد خاطب قياداته "في احدث اجتماع" معهم، قائلا "بعد تعاظم أخبار الضربة الأميركية"، انه "منذ بداية الأزمة، وانتم تعلمون جيدا أننا ننتظر اللحظة التي يطل بها عدونا الحقيقي برأسه متدخلا". وفي غضون ذلك،أعلن الرئيس الأميركي باراك اوباما، الليلة الماضية، أن واشنطن "استخلصت بشكل قاطع أن نظام الأسد هو الذي يتحمل مسؤولية" الهجوم الذي وقع الأسبوع الماضي في ريف دمشق، وقالت المعارضة انه أسفر عن مقتل المئات نتيجة استخدام أسلحة كيميائية فيه. وقال إن أي تحرك أميركي سيكون بمثابة "ضربة تحذيرية" تهدف إلى إقناع سوريا بأنه "يجدر بها عدم تكرار الأمر". وسئل اوباما في مقابلة أجرتها معه شبكة "بي بي اس" ان كان يقترب من إصدار أمر بتوجيه ضربة لسوريا يرجح الخبراء أن تتم بواسطة صواريخ كروز, فقال "لم اتخذ قرارا بعد". وأكدت دول غربية عدة وحلف شمال الأطلسي ضرورة الرد على النظام السوري المتهم باستخدام أسلحة كيميائية. ولم يتمكن مجلس الأمن الدولي الذي انعقد أمس من التوصل إلى توافق على مشروع قرار بريطاني يتيح اللجوء إلى القوة لاستهداف نظام الأسد، بسبب موقف روسيا والصين الداعم للنظام. وقال ناشط بالمعارضة السورية، إن مركبات مدرعة وشاحنات تقل جنوداً من قوات الحكومة شوهدت مساء أمس،وهي تغادر منطقة مطار دمشق الدولي، التي يوجد بها ثلاث قواعد للجيش متجهة نحو بلدة حران العواميد القريبة. وأضاف الناشط مأمون الغوطاني متحدثاً بالهاتف من المنطقة، أن الأنوار أطفئت في المطار. وفي وقت سابق، قال سكان ومصادر بالمعارضة السورية إن قوات الرئيس بشار الأسد نقلت فيما يبدو أغلب الأفراد من مقار قيادة الجيش والأمن في وسط دمشق استعدادا لضربة عسكرية غربية. ويبدو من شبه المؤكد تنفيذ ضربات صاروخية أو جوية بقيادة أميركية بعدما ألقت الولاياتالمتحدة وحلفاء لها في أوروبا والشرق الأوسط بالمسؤولية على قوات الأسد عن هجوم يشتبه أنه بالغاز السام قتل المئات في المدينة في 21 أغسطس. وقال أحد المصادر، إن وحدات الجيش المتمركزة قرب العاصمة صادرت العديد من الشاحنات لاستخدامها فيما يبدو في نقل أسلحة ثقيلة لمواقع بديلة، رغم أنه لم ترد تقارير عن تحرك كبير لمعدات عسكرية فيما قد يرجع إلى قتال عنيف قرب الطرق السريعة الرئيسية.