(عن ليكسبريس بتصرف) "العناصر الأولية للتحقيق تدل على تورط بو بكر حكيم وهو سلفي متطرف". بهذه العبارات أشار وزير الداخلية التونسي خلال ندوة صحفية يوم الجمعة الماضي إلى المتهم رقم 1 في عملية قتل المعارض محمد براهمي "هو عنصر إرهابي جد خطير مبحوث عنه دوليا"، يضيف الوزير. هذه الرواية الرسمية تثير بعض الشك في تونس. بوبكر حكيم، الحامل للجنسيتين الفرنسية والتونسية، كان مبحوثا عنه في تونس من أجل حيازة وتهريب أسلحة، يضيف لطفي بن جدو. مؤخرا أفلت من الشرطة التي قامت باقتحام منزله. "لقد لاذ بالفرار مخلفا وراءه أشياء شخصية وأسلحة"، يشير بدوره مصطفى الطيب بن عمر، المدير العام للأمن العمومي. "تمت حيازة أسلحة نارية وقنلتين يدويتين وذخيرة ومسدس وأسلحة بيضاء"، يوضح المدير العام للأمن العمومي. بوبكر حكيم يبدو متورطا أيضا في اغتيال شكري بلعيد قبل بضعة أشهر. هذا الأخير قتل بنفس السلاح الذي قتل به محمد براهمي. وزير الداخلية تحدث أيضا عن كون عمليتي الاغتيال بنفس الطريقة حيث قام بها أفراد كان يمتطون دراجة نارية من نوع "سكووتر". حكيم، حسب ما ذكرت وسائل الإعلام، هو وجه جهادي معروف لدى السلطات الفرنسية والتونسية. الشاب الذي ازداد وترعرع بباريس، اعتنق الأفكار المتشددة في سن 18 عاما وبدأ نشاطه الجهادي عام 2004 من خلال الانتقال إلى العراق على فترات متعددة. في نفس السنة قتل أخوه رضوان بالعراق قبل أن يتعرض للاعتقال على الحدود السورية ويتم نقله إلى فرنسا حيث سيحكم عليه ب 7 سنوات سجنا في 2008. سيطفو اسمه على السطح بشكل غريب مؤخرا بسبب الاشتباه في ضلوعه في تهريب السلاح من ليبيا في الوقت الذي يطرح فيه التساؤل عن مسار حياته في السنوات التي تلت الحكم عليه. بعد مقتل براهمي برز اسمه كأبرز المطلوبين للعدالة وكان اسمه الأكثر ورودا في وسائل الإعلام في حين أن الحكومة نشرت لائحة بأسماء 14 شخصا (بينهم أعضاء من تنظيم أنصار الشريعة المتشدد) ، 4 منهم رهن الاعتقال في يظل 8 آخرون من بينهم حكيم في حالة فرار ويتابع 2 آخران في حالة سراح مشروط حسب تصريحات وزير الداخلية. هذه اللائحة وكذا إصرار السلطات على التركيز على اسم بوبكر حكيم "يثير حالة كبيرة من الشك" داخل المجتمع، تقول الإذاعة الفرنسية الدولية. السؤال المطروح هو لماذا لم يتم توقيفه من قبل إذا كان اسمه معروفا من قبل مصالح الاستخبارات خصوصا أن اسمه مرتبط بالاغتيال الأول؟ بعض مستعملي الأنترنت التونسيين يتساءلون "إذا ما كان السلفيون الجهاديون التونسيون قد أصبحوا بمثابة كبش فداء من قبل السلطات التي تتعرض للضغط" من قبل الشعب والمعارضة. عائلات ومؤيدي شكري بلعيد ومحمد براهمي يتهمون الحزب الإسلامي الموجود في السلطة وهو حزب النهضة بالضلوع في الاغتيالين. الحزب ينفي بشدة لكن متظاهرين رددوا في شوارع تونس العاصمة يوم الجمعة الماضي "الغنوشي قاتل" و"اليوم يجب أن تسقط الحكومة". بالنسبة ل فانسون غايسر، وهو باحث سياسي بالمعهد الفرنسي لسياسات الشرق الأدنى ببيروت، فهو لا يعتقد في مسؤولية النهضة في الاغتيالين، لكنه يعتبر أنه من السهل توجيه التهمة إلى السلفيين، ويشك أن يكون من السهل التعرف على هوية مرتكبي الجريمتين.