محمد صوان يؤكد ل «الشرق الأوسط» تحميل الأحزاب كل الأخطاء وفق ثقافة العقود الماضية. قال محمد صوان رئيس حزب العدالة والبناء، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين في ليبيا، إن «حزبه قد ينسحب من الحكومة الانتقالية التي يقودها الدكتور علي زيدان، إذا ما قررت الهيئة العليا للحزب ذلك».وأضاف صوان في حوار مع «الشرق الأوسط» أن «ما حدث في مصر يوم 30 يونيو (حزيران) الماضي ليس ثورة شعبية، وإنما انقلاب على حكم الرئيس محمد مرسي الذي تم عزله، وهو أحد قيادات جماعة الإخوان المسلمين هناك». لكن صوان، قال في المقابل إن حزبه أو جماعة الإخوان الليبية لا تدعم بأي شكل أي محاولة من إخوان مصر لاستعادة السلطة رغم عضوية الطرفين فيما يسمى بالتنظيم الدولي للإخوان. وإلى أهم ما جاء في الحوار.. * في رأيك.. هل انهار المؤتمر الوطني العام (البرلمان) بعد استقالة أو تجميد عدد كبير من أعضائه؟ - بالنسبة لنا أعضاؤنا باقون في المؤتمر، نحن فقط أصدرنا مبادرة وهي قيد الدراسة من الهيئة العليا للحزب، وهي تنص على أن يبقى الأعضاء كأفراد وليس الانسحاب، وبالنسبة لكتلة التحالف باقون هم فقط علقوا الحضور في الجلسات التي لا تتداول الحديث عن الدستور إلى أن يتم إنجاز هذه المهمة، وأظن المؤتمر أنجز هذه المهمة الآن بشكل متكامل ربما باستثناء تعليق أو استقالة أربعة أعضاء من الأمازيغ تتعلق بمطالب معينة بحقوق الأمازيغ في الدستور وثمة اتصالات ومشاورات معهم للعدول عن هذا الموقف أو الخروج منه. * ما فهمته هو أنكم قد تنسحبون من حكومة علي زيدان.. هل هذا صحيح؟ - كما قلت هناك احتقان شديد في ليبيا، وتحميل الأحزاب كل الأخطاء، وفق ثقافة العقود الماضية وعدم وجود أحزاب قديمة في ليبيا، وهو ما جعل هناك احتقانا ولهذا قدمنا مبادرة أن ننسحب كحزب العدالة والبناء، بمعنى أن تبقى الكتلة كأفراد بعيدا عن برامج هيمنة وسيرة الحزب، وهي مبادرة مبدئية سنناقشها قريبا. * تعني أن هذا مجرد اختفاء مؤقت؟ - هذه مبادرة لتهدئة الأوضاع وبث الاستقرار، لأن هناك حملة كبيرة في الشارع الليبي على الأحزاب ومشاركتها، وأن كل الأعضاء يكونون من المستقلين، وهذه الخطوة محاولة لإبعاد الحزب عن التأثير عن قرار المؤتمر (البرلمان) ويبقى الأعضاء كأفراد وقد ترفض أو تقر هذه المبادرة. * هل أنتم إذن بصدد الانسحاب من الحكومة؟ - نعم.. ننظر في هذه المبادرة، الانسحاب من الحكومة، لكن لم يحسم ذلك بشكل نهائي، وهناك مناقشات تدور حول ذلك. * وهل الاتجاه هو الانسحاب؟ - المكتب التنفيذي اتخذ مبادرة وحولها إلى الهيئة العليا للحزب، ولكن لم يتم اتخاذ قرار معين، ورأينا نحن أن ننسحب من الحكومة والمؤتمر، ولكن ننتظر اجتماع الحزب لأن قرار الانسحاب من صلاحيات الهيئة العليا، وهي أعلى سلطة في الحزب، ومن حقها أن تعدل وتوافق أو لا توافق. * وهل الاختفاء له علاقة بما يجرى في مصر؟ - نعم.. العالم العربي وخاصة دول الربيع العربي هناك تأثير متبادل. * بشكل صريح.. هل تشعر أن هناك حالة من التربص بالإخوان بعد كل ما جرى في مصر؟ - طبعا لا شك أن نفس القوة في مصر التي تسعى لإعادة النظام السابق ومدعومة بشباب الثورة، وهم نواياهم صادقة وهم بلا أجندة لكنهم رأوا أخطاء من حكومة الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان في مصر، وربما نفس السيناريو، وهناك توظيف لقوى الثورة من قوى النظام السابق والمستفيدين من شبكة الفساد المالي والسياسي في ليبيا، وهي تستغل الظروف في مصر وربما تحرك الشارع في تونس وليبيا والمغرب لتجد طريقها للعودة إلى السلطة وهو في رأينا حدث في مصر. * وكيف رأيت المشهد في 30 يونيو بمصر؟ - كنا نتمنى من الشعب المصري أن يقود ثورات الربيع العربي، وكنا نتمنى أن تنجح، لكن للأسف صدمنا من الشعب المصري الذي كنا نراهن عليه أن يعطي رسالة للعالم أن الديمقراطية تصلح للعالم الثالث، الرئيس الأميركي باراك أوباما نجح بنسبة 52 في المائة ويعني هذا أن 48 في المائة معترضون عليه، فهل إذا خرج مائة مليونا يسقط أوباما؟ بالطبع لا. * لكن لم يكن لدى أوباما تنظيم يقوده (مثل جماعة الإخوان في مصر)؟ - لا أريد الدخول في هذا النقاش، لكن بالنسبة لي هذه يقينيات وقطعيات وكل العقول المتحيزة وغير المتحيزة وحتى الأوروبيون يرون هذا انقلابا. أنا أختلف ربما مع سياسات الحرية والعدالة وربما كانت خطأ 100 في المائة، لكن ما حدث انقلاب عسكري متكامل الأركان ولا يمكن أن تكون هناك حياة ديمقراطية سليمة في العالم العربي بهذه الطريقة، فما بني على باطل فهو باطل.. ناقشني في أخطاء الحكومة أو ناقشني في أي شيء، أما أن يصبح الخطأ فخا مثلما هي المبررات فهذا لا يجوز، ممكن يحدث هذا في مصر إذا ما تعرض الرئيس لفضيحة مالية أو أخلاقية. * لكن الرئيس المعزول أمضى عاما كاملا من الفشل كما يقول معظم المصريين؟ - وهل الفشل سنة؟ وهل الشهور الثلاثة الأولى محسوبة؟ * بصراحة.. هل تحاولون مساعدة مرسي للعودة مجددا إلى السلطة؟ - حقيقة لسنا في السلطة أولا حتى نستطيع مساعدتهم، نساعدهم بكلمة الحق وفي المسائل المتعلقة بالمسار الديمقراطي، نقول كلمة الحق في أي مكان حتى لو في جنوب أفريقيا وليس فقط في مصر القريبة والعزيزة علينا، المسألة مسألة مبدأ. وكما ذكرت لسنا في هذا الموقع ولسنا جزءا من الحكومة، وهذا شأن مصري داخلي، لكننا نقول رأينا بشكل عام، الموقف هو احترام صندوق الانتخابات وما نراه في مصر انقلاب عسكري أما أن يرجع فلان أو لا يرجع، فلا نتدخل فيه. وأنا بوصفي رئيسا لحزب العدالة والبناء أقول لك إن الحزب يتشكل من قطاع عريض يقدر بالآلاف من الشعب الليبي وليسوا من الإخوان المسلمين، وتجربتنا هنا ليست شبيهة بالإخوان في حزب الحرية والعدالة في مصر، بل هي تجربة مختلفة. * تعني أن حزب الإخوان في ليبيا ليس حزبا للإخوان؟ - اسمه ليس حزب الإخوان، وإنما حزب العدالة والبناء وليس له علاقة تنظيمية أو إدارية بالإخوان المسلمين لا في ليبيا ولا في غير ليبيا.