تضع الطواقم الفنية والتنظيمية اللمسات الأخيرة على فضاءات العروض التي تؤثث مناطق مختلفة بالعاصمة في انتظار إعطاء انطلاقة الدورة 12 لمهرجان "موازين..إيقاعات العالم" الذي تنظمه جمعية مغرب الثقافات في الفترة من 24 ماي الى فاتح يونيو. وتضرب سبع فضاء مجهزة لهذا الغرض٬ هي فضاءات السويسي٬ النهضة٬ أبي رقراق٬ سلا٬ مسرح محمد الخامس٬ شالة٬ قاعة النهضة (لارونيسانس)٬ لساكنة الرباط وزوارها من داخل المغرب وخارجه مواعيد استثنائية للاحتفاء بقمم الإبداع الموسيقي والغنائي والاستعراضي٬ محليا وعربيا ودوليا. فتجربة مهرجان "موازين..إيقاعات العالم" أصبحت على امتداد فترة دامت من 2002 إلى 2013٬ تجربة تنظيمية ناضجة ذات اشعاع دولي متنام٬ والثابت في التظاهرة فسلفة احتفالية تستقطب ألمع النجوم جماهيرية وأكثر التجارب الفنية تميزا وعمقا٬ ترضي شباب الإيقاعات السريعة وتفسح لهواة النغم الموسيقي الراقي مجالات نادرة للالتقاء برموز الإبداع الجاد٬ والغاية٬ في خضم تعدد الفضاءات والأساليب٬ التفاف جماعي حول قيم التنوع والحوار الثقافي العابر للحدود. وإن كان المهرجان قد ربح عبر توالي الدورات رهان اجتذاب أقوى الأسماء في بورصة الفن العالمي ٬ فإن إنجازات أخرى لا تقل أهمية صنعت تقاليد راسخة لهذا الموعد الذي يفسح المجال للتجريب من خلال استضافة شباب ومجموعات ناشئة تقترح مقاربات وصيغا فنية جديدة٬ وطنية ودولية٬ وخلق مشاتل لانبثاق مشاريع تعاون فني عابرة للانتماءات القطرية والثقافية. وعلى مستوى التمويل٬ تفتخر جمعية "مغرب الثقافات" بأنها طورت "نموذجا مبتكرا أتاح لها امكانية الاستفادة من عائدات مرضية لضمان عروض ذات جودة عالية مع الحفاظ على مجانية الحضور لأزيد من 95 في المائة من الجماهير". ويقول رئيس الجمعية٬ رئيس مهرجان "موازين إيقاعات العالم"٬ منير الماجدي٬ في تقديم للدورة ٬ إن التظاهرة تعتمد على تشجيع المواهب المغربية الصاعدة٬ "حيث إننا عملنا جاهدين٬ وعلى الدوام٬ على أن يمكن المهرجان الفنانين المغاربة من ابراز طاقاتهم وأن يوفر لهم الأرضية التي تسمح للجمهور العريض بمشاهدة انتاجهم واكتشافها والاستماع اليها". في دورة 2012٬ حضر فعاليات المهرجان مليونان و 238 ألف شخص وتابعها أكثر من 30 مليون مشاهد. في هذه الدورة٬ يستقبل "موازين" 1500 فنان من جميع بقاع العالم٬ كما يعرف تنظيم أكثر من 125 عرضا موزعين على سبع مواقع. تستقبل منصة السويسي ٬ على عادتها٬ أسماء لامعة في مدار الموسيقى الغربية٬ في مقدمتها نجمة (الآر أند بي) والبوب ريحانا التي ستفتح امسيات المهرجان٬ قبل أن يتعاقب على المنصة نجوم من حجم ميكا و دافيد غيتا وإنريكي إغليسياس والإخوة جاكسون لتختتم فعاليات المنصة الدولية بالامريكيين سي لو كرين و تايو كروز. وتكريسا لصلة الجمهور المغربي بأسطورة الشرق العربي٬ يكون لجمهور منصة النهضة أن يعانق النجم اللبناني المخضرم وليد توفيق تدشينا لأمسيات تتألق فيها نجوى كرم وأحلام وتامر حسني ومحمد منير٬ يجاورهم شباب الأغنية المغربية في طريقهم نحو الأضواء٬ على غرار رباب وزكريا الغفولي ومحسن صلاح الدين. وهي أمسيات يحضر فيها بقوة نجوم المغرب ممن وطدوا حضورهم خلال السنوات الأخيرة ضمن الصفوة٬ من قبيل حاتم عمور وشذى حسون وليلى المغربية وهدى سعد. وتحضر الأغنية المغربية بمختلف أشكالها في برمجة هذه الدورة: الموسيقى الشعبية٬ كناوة٬ الموسيقى الغيوانية٬ الهيب هوب٬ وذلك بمشاركة فنانين مثل دون بيغ وغيوان سلوان والسهام وفاطمة الزهراء العروسي وعتيقة عمار. أما مسرح محمد الخامس فإن المنظمين قدموه بوصفه فضاء الاكتشافات بامتياز٬ إذ يستضيف أسماء متميزة من حجم جورج بنسون وسارا تاباريس وبوند غيرلز والنجم التونسي لطفي بوشناق بالاضافة الى الموسيقار المغربي عبد الوهاب الدكالي. وفي منصة شالة٬ تستعيد المغامرة الموسيقية لموازين "طريق الحرير" التي ربطت لقرون بين آسيا وأوروبا٬ من خلال تقديم ثماني مجموعات تقترح سينوغرافيا فريدة من نوعها٬ داخل هذا الفضاء التاريخي. وتكريسا لهويته المنفتحة٬ تفسح الرباط شوارعها لاستعراضات فنية فريدة تنشطها مجموعة البريك دانس "حالة كينغ زو"٬ والمسرح المتنقل الذي يعرض الدمى اضافة الى عروض مجموعات "أزالاي" و "إيكلا دو ين" و "أوفر بويز". تظل الدورة 12 وفية لروح مهرجان "موازين": احتفال شعبي يراهن على الجودة الفنية دون التقوقع في نخبوية مغلقة.