دعا سياسيون بريطانيون وأقارب ضحايا لوكربي اليوم الخميس، لاستجواب وزير الخارجية الليبي المستقيل، موسى كوسة، بشأن مزاعم بكونه العقل المدبر لتفجير طائرة ركاب أمريكية فوق قرية " لوكربي" عام 1988. وكان كوسة الذي يرأس في السابق جهاز المخابرات الليبي ثم انشق أخيرا على العقيد معمر القذافي ولجأ الى بريطانيا يوم أمس الأربعاء بسبب معارضته، حسب صديق له، لهجمات القذافي على المدنيين في حربه مع الثوار. وحذرت اسر ضحايا طائرة الركاب التابعة لشركة بان أمريكان فوق لوكربي بسكوتلندا رئيس الوزراء ديفيد كاميرون من اتخاذ اي إجراءات لحماية كوسة. وبينما يأمل المسؤولون البريطانيون في ان يقدم الوزير المنشق معلومات مخابرات عسكرية ودبلوماسية مهمة، يريد نشطاء منه ان يلقي الضوء على تفجير الطائرة الذي قتل فيه 259 شخصا معظمهم أمريكيون . وحملت باميلا ديكس التي كان شقيقها ضمن الضحايا في تصريح ل "رويترز" "المسؤولية لرئيس جهاز المخابرات الليبي "كوسة" وقالت "يجب ان تستجوبه الشرطة على وجه السرعة. وأن لا يكون رجلا حرا في هذا البلد." يذكر أنه حكم على عبد الباسط المقرحي الضابط الليبي السابق، بالسجن مدى الحياة في عام 2001 لدوره في تفجير الطائرة لكن أفرج عنه من جانب الحكومة الاسكتلندية في عام 2009 عندما قرر أطباء انه مصاب بمرض عضال. ولعب كوسة دورا رئيسيا في الإفراج عن المقرحي. وقالت الشرطة البريطانية انها تنتظر قرارا من المكتب المسؤول عن المحاكمات في سكوتلنده بشأن ما اذا كان يتعين استجواب كوسة. وقال متحدث باسم المكتب "نواصل الاتصال عن كثب بالسلطات القضائية فيما يتعلق بالتحقيق المستمر في تورط آخرين مع المقرحي في تفجير لوكربي." وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيج ،ان كوسة لن يحصل على حصانة من المحاكمة. غير انه يوجد قلق من انه قد تبرم صفقات مع كوسة مقابل تقديم معلومات مفيدة بشأن القذافي. وقال باتريك ميرسر، عضو مجلس العموم عن حزب المحافظين لتلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية "الميزة التي سيمنحنا إياها وللمعارضين الليبيين يجب مقارنتها بما فعله في الماضي." وأضاف "الحقيقة الباقية هي انه اذا كان هذا الرجل ارتكب جرائم أو تورط في نشاط جنائي فانه يتعين تقديمه للعدالة." يذكر أن ليبيا دفعت تعويضات مرتفعة بملايين الدولارات لعائلات الضحايا مقابل رفع العقوبات المفروضة على نظام القذافي.