تتميز الجالية بضعف التمثيلية نظرا لطغيان طابع الإسترزاق لدي أغلبية الجمعيات ،ممثلو ألوانها يفتقدون إلى أبسط شروط المشاركة المدنية ، هائمون في صراعاتهم القبلية ، حلبة الاسترزاق والتباري لأجل نزع لقب من هو الشريف، صادق السريرة ، خانة جلساء النفاق ، و زن الريشة في مهب الريح ، في تلاسنهم لا يفقهون ما يقصد بالثقافة التعاونية. هم دوما في حاجة إلى رؤية إستبصارية تجرد مواقفهم من الكواليس المتواطئة. بكل بساطة يفتقرون إلى ثقافة العرفان la cultura del reconocimiento، فالتفكك النفسي من طباعهم و التشبت بواقعهم المزيف بخذلان مواقفهم يعتبرونه خلاص ذواتهم ؛الذوات المعلبة بنرجسية الاحباطات و فشل إستشراف معنى الحياة يراودهم بالحاح ،محنطون، عقارب ساعتهم اليدوية معطلة عطالة فكرهم، ايقاعهم؛ السلحفاة اسرعهم وانجعهم ترقبا. هم بأحوج إلى توضيب معنى وجودهم بإصرار التدبير المنفتح و عقلنة إستشرافهم لمواقعهم المرتجلة بتحكم ، منعطفهم مبهم وملتوي الأ هداف ،فكفانا هلوسة وحب الاستصغار ، فلتعش الأماني المحنطة ... الثقافة التعاونية - لتأكيد الفكرة- تستمد شرعيتها من مدى التماسك الإجتماعي و هيمنة الحس المشترك في رسم خريطة التطلعات الممكنة . إن الوعي الجماعي هو الذي يعطي للصيرورة الإ جتماعية ديمومتها الإستباقية في النتائج ونوعية طفرية في كفية التعامل مع الرهانات والمستجدات اليومية. عندما تتراخى الروابط و تضعف رواسبها ؛ تنحل العلاقات المسؤولة و تغيب الرؤية الإستشرافية التي بها يتحر ك المجتمع السوي ضمن توافقاته المعينة ،فتهيم الو صايا المهترئة و تطفو الإرادات الخنوعة المستعطفة للجنب و المتهاونة عند الحا جة فترى المتسلقين يهرو لون نحو الظل رافعين شعارات تضليلية لتمويه مسؤوليتهم .فيتزلفون بنصيبهم من القربان حتى لا يصحو ضمير هم المنهوك فيدمنون على ممارسة طقوس المحابا ة و الزبو نية فتظن أنهم أصبحوا جزء لا يتجزء من المزهرية التي تتراسى عند مدخل بعض المحافل المناسباتية ، الإشكالية تكمن في المزهرية عند ما يقصدها كلب ضال لقضاء حاجته المستعجلة ، فيتبلل ضعفهم ...