عشااااااانا عْليك يا ربي .. مْنْ عْطانا عْشانا محِبّة ف الله ... دااااااابا يفرّج الله .. داااااااابا يحن الله .. ! ............. كنت أسمع في ليالي الخريف و الشتاء الباردة .. صوتا أجشا قويا يرددها من بعيد ... ثم يبدأ في الاقتراب شيئا فشيئا ... فأنكمش في فراشي أو ألتصق بأمي هربا .. من الخوف الكبير الذي كان يبعثه في نفسي ... و كم مرة .. هددتني بأن تشكوني لصاحب الصوت ... إن انا ( ما عْملتشي عقلي )... ............... مرت بضع سنين ... كبرت و لم أعد أخشاه .. بل بدأت أترقبه للتمتع بما يبعثه فيّ من نشوة .. ذات طابع موسيقي .. لحني و أدائي مطرب .. ............. في إحدى الليالي .. و إشباعا لفضولي و اعتدادا بإحساسي بأنني ( كْبْرت ) .. طلبت من أمي أن أكون من يقدم للرجل صاحب الصوت ( اللّي كْتاب ) .. و يا للمفاجأة ... !!!!! وجدته قصيرا جدا ( تْحْتْ مترو و نص ) .. طويل اللحية .. أبيضها .. يلبس جلبابا قصيرا يبلغ فقط ركبتيه .. ينتعل نعلا جلديا .. و عصا بحجم طوله بيد .. و ( قْراب ) باليد الأخرى ... !!! .......... لم تمر تلك الليلة سريعا و لم يهدأ لي بال .. حتى كنت ب ( الدّرْب) في اليوم الموالي .. أحكي لأقراني ( صبيانا و بنات ) .. + ( عرفتو شكون مول عشانا عليك ياربي ؟؟ .. هو ديك القصيصر اللي كيجي مع هدّاوة كيضرب ديك الطبل لكبييير ) .. ........... عادت جوقة ( هدّاوة ) من جديد ل ( الحومة ) يوما ... فتبعناها كعادتنا ... لكن بطريقة مختلفة هذه المرة ... ! فقد بدأنا في مناوشة صاحب الطبل الكبير معلنين بشغبنا .. أننا عرفنا من يكون ... و أننا لم نعد نهاب صوته كما كنا .. ! و بلغ بأحدنا التطاول حد ضرب طبل الرجل مرات متفرقة بيده .. ليضيق ( الهدّاوي ) ذرعا به في إحداها .. و يضربه بالعصا التي ينقر بها على الطبل .. ( ديك اللي عندها كرة د اللوح فراسا ) .. ضربة .. قفز على إثرها قفزة هائلة .. و أخذ في الجري لا يلوي على شئ .. ! يحك رأسه التي انتفخت به ( طمْبوقة كبييييرة ) ...