انتشرت “شائعات” قوية بمنطقة الشمال تقول بوجود أسماك قرش بشواطئ المنطقة، وهو ما يمكن أن يلحق أضرارا قوية بالسياحة الداخلية حيث تعرف المنطقة توافدا كبيرا للمصطافين من مختلف مناطق المغرب خلال فصل الصيف. وظهرت مؤخراً على مواقع التواصل الاجتماعي أشرطة تظهر فيها أسماك قرش، خصوصا في الشواطئ القريبة من تطوان، غير أن هذه الأشرطة ليست واضحة تماماً ولا يمكن الجزم بأنها واقعية مائة في المائة. ومن بين أبرز الأشرطة لقطات فيديو من بضع ثوان لشبان على زورق في عرض البحر بالمنطقة، وهم يصورون عبر هواتفهم سمكة على مقربة من السطح يبدو أنها سمكة قرش، لكن ذلك لم يظهر بوضوح لأن أي جزء من هذه السمكة لم يظهر على سطح الماء. وتخوف فاعلون سياحيون بالمنطقة من امكانية تأثير هذه الأخبار على القطاع السياحي بالمنطقة، في وقت لم تتدخل فيه الجهات الوصية من أجل دحض هذه “الشائعات” التي يمكن ان تكون قاتلة للسياحة خلال موسم العطل الذي ابتدأ مباشرة بعد شهر رمضان.
وما يعزز شائعات أسماك القرش في المنطقة هو ظهور سمكة قرش ميتة الصيف الماضي بسواحل الناظور، وهو شيء غير معهود في المنطقة، كما أن أيا من شواطئ المغرب لم يعرف من قبل ظهور أسماك قرش قريبة من شواطئ الاصطياف.
ويسود اعتقاد واسع في المنطقة من كون إسرائيل قد تكون وراء تكاثر أسماك القرش بحوض البحر الأبيض المتوسط، بالنظر إلى أن هذا الكيان أعلن رسميا قبل سنوات طويلة عن وضع محميات بحرية لأسماك القرش في شواطئه، حيث تعتبر إسرائيل البلد الوحيد في المنطقة الذي يحمي ويربي هذه الأسماك الشرسة. ويبدو ان قوة الشائعات يجب أن تواجه برد سريع وحاسم من جانب المصالح المختصة من أجل دفع الضرر على القطاع السياحي بالمنطقة، وهو القطاع الذي تضرر نسبيا في مواسم الصيف السابقة بعد ظهور الملايين من كائنات بحرية صغير على شكل قناديل بحر يطلق عليها سكان المنطقة اسم “أكوابيبا”.
وانتشرت أعداد كبيرة من قناديل البحر في الشواطئ القريبة من سبتة إلى حدود سواحل الحسيمة، بحيث يمكن القول إنه، رغم أحجامها الصغيرة، فإنها شكلت خطورة فعلية على المصطافين لأنها عادة ما تسبح قريبا جداً من الشاطئ وتمنع المصطافين حتى من مجرد التفكير من ولوج الماء. وتتسبب “الأكوابيبا” في لسعات شبه كهربائية مما يترك طفوحا جلدية حمراء منتفخة على جلود المصطافين، كما أن تعرض الجسد للسعات كثيرة من هذه الكائنات الرخوة قد تكون له انعكاسات خطيرة. ويرجع الخبراء أسباب ظهور هذه الأعداد الضخمة من قناديل البحر إلى انقراض أسماك كانت تتغذى عليها، مما سبب اختلالا في الدورة الغذائية بالبحر المتوسط. كما يرجعون أسباب تكاثرها إلى التغيرات المناخية وارتفاع حرارة مياه البحر، بالإضافة إلى توسيع قناة السويس مما أدى إلى تسرب أعداد كبيرة من هذه الكائنات، التي كانت تعيش أساسا في البحر الأحمر، نحو مياه البحر الأبيض المتوسط.