تخليداً لليوم العالمي لمكافحة ومحاربة التمييز العنصري الذي يصادف 21 مارس من كل سنة، نظمت جمعية الأيادي المتضامنة مجموعة من الأنشطة اختلفت في شكلها واجتمعت في محواها ومضمونها، الهدف منها مواكبة التعايش الثقافي الذي أصبح يعيشه المغرب بسبب احتضان المهاجرين الأجانب وخاصة المنحدرين من إفريقيا جنوب الصحراء، و لعب دور وقائي و تحسيس المجتمع من خطورة العنصرية. الأنشطة تم توجيهها إلى مجموعة من الفئات الإجتماعية و العمرية و امتدت طيلة شهر مارس، حيث تم القيام بورشات تحسيسية بالمؤسسات التعليمية الإبتدائية. ووصلة تحسيسية “كيعيطولي عزي”، إضافة إلى أيام تواصلية مع طلبة جامعة عبد المالك السعدي، واختتم النشاط بيوم دراسي حول موضوع: “عنصرية أم تعايش و مساواة”. الورشات التحسيسية بالمؤسسات التعليمية بتطوان فقد تمت بشراكة مع مدرسة سكينة بنت الحسين ومدرسة التهامي الوزاني ومدرسة محمد الفاتح، لفائدة 127 تلميذاً من أقسام الخامس والسادس ابتدائي إذ استفادوا من حصص تحسيسية حول الهجرة والتعايش، وتم تنظيم مسابقة في الرسم حول موضوع “الهجرة و التمييز العنصري”، تلاها معرض للرسوم المشاركة في المسابقة. هذا النشاط تم بترخيص من نيابة التعليم بتطوان. كما قامت الجمعية بإعداد و تصوير وصلة تحسيسية وطنية حول موضوع العنصرية تحت عنوان “كيعيطولي عزي” بمشاركة عدد من المهاجرين و المغاربة، و تم نشرها عبر مواقع التواصل الإجتماعي حاصدة في ظرف يومين عدداً من المشاهدات في اليوتوب يتجاوز سبعة و عشرين ألف (27.000) مشاهدة و أكثر من عشرة آلاف (10.000) مشاهدة في الفايسبوك. و قد خلقت هذه الوصلة نقاشاً اجتماعياً مهماً و اهتماماً إعلامياً متميزاً سواء على المستوى الوطني أو الدولي عن طريق اهتمام بعض وسائل الإعلام الدولية كإذاعة بيبيسي. هذا النشاط تم بتعاون مع الجمعية المغربية لإدماج المهاجرين. الأيام التواصلية بجامعة عبد المالك السعدي تمت بالكلية المتعددة التخصصات عن طريق خلق حوار مع الطلبة و فتح نقاشات في الموضوع و التحسيس بحقوق المهاجرين و أهمية التعايش السلمي و الإنفتاح على الآخر، في إطار القيم الإجتماعية المغربية المتسمة بالتسامح و قبول الآخر و إكرام الضيف. و تم تنظيم يوم دراسي داخل الحرم الجامعي بتعاون مع جامعة عبد المالك السعدي بمرتيل تحت عنوان “عنصرية أم مساواة وتعايش؟” بحضور أكثر من 100 طالب و عدد من المحاضرين المتخصصين في الهجرة. حيث أنه في الجانب الرسمي حضر السيد محمد المكوتي ممثل الوزارة المكلفة بالمغاربة القاطنين بالخارج وشؤون الهجرة الذي تحدث عن الخطوات والبرامج الوطنية للتصدي للعنصرية، كما شارك أكاديميون وأساتذة جامعيون للحديث عن تجارب و أبحاث ميدانية وإعطاء إطار نظري للموضوع. يذكر أن أنشطة الجمعية في موضوع العنصرية مازالت مستمرة، حيث ستستمر في هذا الأسبوع معارض الرسومات التى أنجزها التلاميذ في موضوع “الهجرة والتميز العنصري” لتختتم المعارض الذي تحتضنه المؤسسات التعليمية الثلاثة التي تمت فيها الورشات التحسيسية بأمسية لفائدة التلاميذ وتوزيع الجوائزعلى الفائزين. كل هذه الأنشطة تندرج في إطار برنامج “إعمال حقوق المهاجرين” الذي تنجزه الجمعية بتعاون مع الإتحاد الأوربي و الإتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر و الهلال الأحمر والذي يتماشى مع الإستراتيجيات الوطنية والسياسة الجديدة للهجرة واللجوء التي أصبحت تنهجها بلادنا.